إنكار المنكر في حال انتشاره ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل عبد الرحمن أثابكم الله :

إذا رأيت رجل وزوجته في السوق وزوجته متبرجة ومتزينة ولم أنصحه ولكن حينما رجعت إلى مسجد حيّنا قمت وألقيت كلمة عن التبرج والسفور فربما استفاد أكثر من شخص من هذه الكلمة فهل هذا يكفي ؟ أم يجب الإنكار على الشخص بعينه ؟

كذلك لو كان الشخص له مجالات في الدعوة كالدعوة في بإلقاء المحاضرات التي ترغب الناس بالجنة وتخوفهم من النار بشكل مستمر وله عدة مجالات دعوية هل يجب عليه إذا رأى منكر على شخص معين يذهب له وينصحه أم يكفيه ما يقدمه من محاضرات دعوية يستفيد منها الكثير ؟

وهل يأثم لو ترك نصح هذا الشخص بعينه ؟ خصوصا أن في عصرنا هذا توفرت مجالات عديدة للدعوة كالانترنت والندوات والملتقيات الخيرية مما جعل الداعية يستطيع الوصول إلى أصحاب
المنكرات ونصيحتهم بكل سهولة ومرونة ؟

أفيدونا مشكورين مأجورين

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأثابك الله .

مَن دَخَل السوق لَزِمته تبِعات .

قال سفيان الثوري في وصيته لبعض أصحابه : وأقِلَّ دخول السوق ؛ فإنهم ذئاب عليهم ثياب ، وفيها مردة الشياطين من الجن والإنس ، وإذا دخلتها فقد لزمك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

فإذا دخل المسلم أو المسلمة السوق فقد لزمهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد علّق رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنكار على رؤية المنكر ، فقال : من رأى منكم منكرا فليُغيّره ... رواه مسلم .

فمن رأى المنكر واستطاع تغييره بِلِسانه لَزِمه ذلك ، ومن لم يستطع فليُنكِره بِقَلبِه ، وهذا لا يُعذر به أحد . ومِن الأحوال التي يتعيّن فيها إنكار المنكر : أن لا يَرى المنكَر غيره ، أو يَكون مُأمورا بالإنكار .

وأما ما تفضلت به مِن بيان الأخطاء والدعوة إلى الله ؛ فهذا لا يُعفي صاحبه ، ولا يُسقِط إنكار المنكر ؛ لأن صاحب المنكر قد لا تبلغه الموعظة ، وربما لم يكن مِن أهل المساجد .. إلى غير ذلك .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد