منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   هل صح عن الشاطبي قوله (آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين : حب السلطة والتصدر) ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14541)

نسمات الفجر 26-05-2016 04:35 AM

هل صح عن الشاطبي قوله (آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين : حب السلطة والتصدر) ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح هذا القول عن الشاطبي رحمه الله :
آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين : حب السلطة والتصدر
وإن صحّ ، فما مراده ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

لَم أرَه بهذا اللفظ ، ورأيت قريبا منه في كتاب " الاعتصام " نَسَبه إلى الصوفية ، حيث قال :
لا يَخلو المنسوب إلى البدعة أن يكون مجتهدا فيها ، أو مُقَلِّدا ...
فالقسم الأول على ضَرْبَيْن :
أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا ، فالابتداع منه لا يقع إلاّ فَلْتَه وبِالعَرَض لا بِالذّات ، وإنما تُسمى غلطة ، أو زلة ؛ لأن صاحبها لم يقصد اتّباع المتشابه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويل الكتاب ، أي : لَم يَتّبع هواه ، ولا جعله عُمدة ، والدليل عليه : أنه إذا ظَهَر له الحق أذعن له ، وأقرّ به ...
والثاني : وإما إن لم يصِحّ بِمِسبَار العِلم أنه مِن المجتهدِين ؛ فهو الْحَرِيّ باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم ، إذْ قد اجتمع له مع الجهل بِقواعد الشرع : الْهَوَى الباعث عليه في الأصل ، وهو التّبَعِيَّة ، إذ قد تحصل له مرتبة الإمامة والاقتداء . والنفس فيها من اللذة ما لا مَزيد عليه ، ولذلك يَعسُر خروج حبّ الرئاسة مِن القلب إذا انفرد ، حتى قال الصوفية : حُبّ الرئاسة آخر ما يَخرج مِن قلوب الصديقين . اهـ . (باختصار) .

والمعنى : أن النفوس تُحِبّ الرئاسة والتصدّر ؛ فهو لا يَخرج مِن النفوس إلاّ بِصِدق وطُول مُجاهدة ؛ فيكون آخر ما يَخرج مِن نفوس الصالحين .
وأن حُبّ الرئاسة والتصدّر آخر ما يتخلّص مِنه المخلِص ؛ لِعظم حظّ النفس فيه !

وقد ذَكَر الإمام الذهبي قول إبراهيم بن أدهم : ما صَدَق اللهَ عبدٌ أحب الشهرة .
ثم قال الإمام الذهبي : قلت : علامة المخلص الذي قد يُحب شهرة ، ولا يشعر بها ، أنه إذا عُوتِب في ذلك ، لا يَحْرد ، ولا يبرئ نفسه ، بل يَعترف ، ويقول : رَحم الله مَن أهدى إليّ عيوبي ، ولا يكن معجبا بنفسه ، لا يشعر بعيوبها ، بل لا يشعر أنه لا يشعر ! فإن هذا داء مُزْمِن .

وذَكَر الذهبي قول مُطرِّف بن عبد الله : لأن أبِيت نائما وأُصبح نادِما ، أحب إليّ مِن أن أبيت قائما وأصبح مُعْجَبا .
ثم قال الذهبي : قلت : لا أفلح – والله - مَن زَكَّى نفسه ، أو أعجبته . اهـ .

وقد ذَكَر ابن عبد البر في كتابه " جامع بيان العِلم وفضله " آثارا عن السلف في ذمّ الشهرة ، فمن ذلك :
قول فضيل بن عياض : ما مِن أحدٍ أحب الرئاسة إلاّ حَسد وبَغَى ، وتتبع عيوب الناس ، وكَرِه أن يُذْكَر أحدٌ بِخَير !
وقول أبي نُعيم : والله ما هلك مَن هلك إلاّ بِحُبّ الرئاسة .
وقول سفيان بن عُيينة : الشهوة الخفيّة الذي يُحب أن يُحمَد على البِرّ .

وسبق :
ما رأيك بالناس الذين يبحثون عن الشهرة ؟ وما فائدتهم مِن وراء ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9094

وبالله تعالى التوفيق .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


الساعة الآن 05:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى