هل مقولة : "لو أخطأ نبى لحبسته" تصل بصاحبها إلى درجة الكفر ؟
 

السلام عليكم شيخنا الكريم،وقعت حادثة عندنا فى مصر،إذ صدر من أحد الوزراء فى الدولة لفظ فى حق النبى "صلى الله عليه وسلم" ،هذا نصه:
الوزير:هؤلاء "يعنى الذين يخطؤن فيه وفى القانون"السجون خلقت من أجلهم.

المذيع :ستسجن الصحفيين؟

الوزير:إن شالله" هكذا قال حرفاً"لو نبي"صلى الله عليه وسلم"،أستغفر الله."انتهى كلامه"

فحكم بعض المشايخ عليه بالردة بناء على سبه وتنقصه من النبى،وبعضهم قال:هذا لا يُعد سباً ولا تنقصاً،واستدل بقول النبى"صلى الله عليه وسلم":"لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"فهل هذا فيه سب لفاطمة؟
وكذلك استدل بقول الله تعالى لنبيه"لئن أشركت ليحبطن عملك"فهل هذا فيه تنقص من النبي؟

فنرجو منكم شيخنا الكريم بيان الحق فى المسألة بياناً شافياً،والرد على ما استدل به من لم ير كفر هذا الرجل.بارك الله فيكم،ونفع الله بكم.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قائل هذا القول مُفترٍ على الله ، ومُتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما افتراؤه على الله ففي قوله : (السجون خلقت من أجلهم) ، السجون لم تُوجَد لكل مَن خالَف القانون الوضعي ، بل ولا حتى كل مَن خالَف الشريعة استحقّ السجن .
أليس الْمُرَابي والْمُغتَاب والنمّام قد خالفَوا الشريعة ، ومع ذلك لا يَستحِقّون السجن ؟!

وهل يستطيع أن يُحاكِم مَن قَتلوا الأبرياء على مَرأى ومَسمَع مِن العالَم ..؟؟!

ويُقال لِمن يَلتَمِسون له الأعذار والْمُخارِج :
هل يستطيع هذا الْجبَان الأثيم المتطاوِل على مَقام النبي صلى الله عليه وسلم أن يَتطاول على مَقام رئيسه الذي عيّنه في هذا المنصِب ؟!

ثم إنهم بِحَثوا له عن المخارِج ولم يُعظِّموا النبي صلى الله عليه وسلم الأكرم ولم يُفخّموه كما أمر الله تبارك وتعالى .
ما جوابهم إذا وقفوا بين يدي الله ، وقد الْتَمسُوا العذر لهذا الجاهل المتطاول ، ولم يُفخّموا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
وما جوابهم إذا وقَفوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تخاذلوا عن نُصرته ؟؟ بل ودَافعوا ونافحوا عمّن تطاول على مقامه صلى الله عليه وسلم ؟؟؟

قال الله عَزّ وَجَلّ : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ)
قال الإمام السمعاني : وقوله : (وَتُعَزِّرُوهُ) أَي : تُعظِّموه .
وقوله : (وَتُوَقِّرُوهُ) أَي : تُفخّموه وتَبجّلوه . اهـ .

وأمّا هذا القول مِنه : (لو أخطأ نبي لسجنته) ؛ فهو كُفر ورِدّة .

قال القاضي عياض رحمه الله : اعْلَمْ وَفّقَنَا اللَّه وَإياك أن جَمِيعَ مَن سَبَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أوْ عَابَه أوْ ألْحَقَ بِه نَقْصًا فِي نَفْسِه أوْ نَسَبِه ، أوْ دِينِه أوْ خَصْلَةٍ مِن خِصَالِه أوْ عَرّض بِه أوْ شَبَّهَه بِشَيء عَلَى طَرِيق السّبّ لَه أو الإزْرَاء عَلَيْه ، أَوِ التّصْغِير لِشَأنِه ، أو الْغَضّ مِنْه وَالْعَيْبِ لَه ؛ فَهُوَ سَابٌّ لَه .
وَالْحُكْمُ فِيه حُكْمُ السّابِّ يُقْتَل ...

وَكَذَلِكَ مَنْ لَعَنَهُ أَوْ دَعَا عَلَيْهِ ، أَوْ تَمَنَّى مَضَرَّةً لَهُ ، أَوْ نَسَبَ إِلَيْهِ مَا لا يَلِيقُ بِمَنْصِبِهِ عَلَى طَرِيقِ الذَّمِّ ، أَوْ عَبَثَ فِي جِهَتِهِ الْعَزِيزَةِ بِسُخْفٍ مِنَ الْكَلامِ، وَهَجْرٍ ومنكر مِن القول وزُور .
ونَقَل القاضي عِياض عن ابن الْمُنْذِرِ قوله : أَجْمَعَ عَوَامُّ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْتُلُ .
ونَقَل القاضِي عِياض عن ابن الْمُنْذِر قَولَه : أجْمَعَ عَوَامّ أهْل الْعِلْم عَلى أنّ مَن سَبّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم يُقْتُل .
(الشفا بتعريف حقوق المصطفى)

وسبق الجواب عن :

ما الضابط في إقامة الحد على مَن يَسبّ الله ورسوله ، ولماذا يُترك المتطاولون مِن الروافض ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15979

ما حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء به بغير قصد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12232

ما قولك في مَن قال عن الرسول صلى الله عليه وسلم إن عنده نقْص في شخصِه ؛ لأنه فقَد حنان الأم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11914

ما صحة حديث : إذا سبّني الكفار آخر الزمان اقترب النصر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2317

وبالله تعالى التوفيق .