منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - رأيكم في تصوير الجنازة و الغسل بالفيديو

السؤال
رأيكم في تصوير الجنازة و الغسل بالفيديو
سماحة فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستأذن فضيلتكم بسؤال
في الجنائز يقوم بعض الناس بالتصوير بفيديو الجوال و ربما تجد الشاب يقفز على السور القصير ويعلق نفسه ليحصل على أفضل لقطة (و هذا رأيته في فيديو لجنازة أحد العلماء) و وصل الأمر لتصوير الميت أثناء تغسيله.
فما رأيكم في هذا النوع من التصوير بالفيديو؟
اللهم من دعى للشيخ فاستجب له,و من أحب شيخنا فاحبه,و من أراد به كيداً فرد كيده في نحره,اللهم نضر وجه شيخنا و آته الحكمة و زده علماً على علمه,و أرزقه الفردوس الأعلى من الجنة آمين

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

الله المستعان .. كان السلف إذا أرادوا وَصْف أقوى حالات الخشوع والسكون ، قالوا : كأن بين أيديهم جنازة .
بل كان النبي صلى الله عليه وسلم في أوّل الأمر إذا رأى جنازة قام لها ، فقام مرّة لِجنازة ، فقالوا : إنما هي جنازة يهودية ! فقال : إن للموت فَـزَعًـا ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

واليوم .. تَرى مَن يُصوّر الجنائز ، ويتكلّم عبر الهاتف الجوال .. بل وتَرى مَن يتحدّث ويضحك مع صاحبه ، أو يبيع ويشتري ! والجنازة بين أيديهم .. والله المستعان .

وأما تصوير الجنازة فلا يجوز ، وكذلك تصوير الميت ، وإن كان مِن أجل تعلّم تغسيل الموتى وتجهيز الجنائز ؛ لأن للميت حُرْمَة لا يجوز أن تُنتهك ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : كَسْر عظم الميت ، كَكَسْرِه حَـيًّا . رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم ، وهو حديث صحيح .

وإذا كان من أجل التعليم فليُعلَّم الناس إما بالشرح ، وإما أن يكون على دُمية ونحوها من الخشب .

وسُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله :
ما حكم تصوير تغسيل الميت على شريط فيديو ثم بيعه بِحُجّة أنه مِن باب التذكير بالموت ؟
فأجاب رحمه الله :
إن كان المقصود تصوير الميت حين التغسيل فذلك لا يَجوز ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن تصوير ذوات الأرواح ، ولَعَن الْمُصَوِّرِين ، وقال : إنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة .
أما إن كان مراد السائل بيان صِفة تغسيل الميت كما شَرع الله عز وجل في شَريط يُوَزَّع أو يُباع فلا بأس ، كَمَا يُسَجَّل تعليم الناس الصلاة وغيرها مما يَحتاجه الناس مِن غير تَصوير .

والله تعالى أعلم .

وذَكَرْتَ – حفظك الله – عن صاحب المسألة الأولى (أن زوجته هندية أسلمت) ، فإن كانت في الأصل هندوسية أو بوذية أو سيخية ، فلَم يَقُل أحد بأنها تَرِث مِن أبويها !
وإنما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " بأن المسلم يَرِث الذِّمِّـي ولا يَرِثه الذِّمِّـي " .
ومع ذلك فهو قول عالِم في مُقابِل قول جماهير أهل العِلْم .
ولو ثَبَت مثل هذا عن بعض الصحابة ؛ فقد خالَفهم غيرهم ، فلا يكون قول بعضهم على بعض حُجّة ، وإنما الحجة هنا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية