إذا أسلم الكافر وبلغ الطفل فهل يثابون على أعمالهم الصالحة قبل الإسلام وقبل بلوغ الطفل ؟
 

سؤالي عن أعمال غير المسلم إذا أسلم (الأعمال الصالحة) هل تنفعه بعد إسلامه أم أن الإسلام يجب ما قبله من حسنات وسيئات؟ وهل مثله الأعمال الصالحة للطفل عندما يبلغ ؟!

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

إذا أسلم الكافر وكان له أعمال صالحة قبل ذلك فإن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملا .

قَالَ حَكِيم بْن حِزَامٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، هَلْ لِي فِيهَا مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ . رواه مسلم .
وروى البخاري تعليقا من حديث أبي سعيد مرفوعا : إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا .

قال النووي : وَذَهَبَ اِبْن بَطَّالٍ وَغَيْره مِنْ الْمُحَقِّقِينَ إِلَى أَنَّ الْحَدِيث عَلَى ظَاهِره ، وَأَنَّهُ إِذَا أَسْلَمَ الْكَافِر وَمَاتَ عَلَى الإِسْلام يُثَاب عَلَى مَا فَعَلَهُ مِنْ الْخَيْر فِي حَال الْكُفْر ، وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ . قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَسْلَمَ الْكَافِر فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ كَتَبَ اللَّه تَعَالَى لَهُ كُلّ حَسَنَة زَلَفهَا ، وَمَحَا عَنْهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْف ، وَالسَّيِّئَة بِمِثْلِهَا إِلاَّ أَنْ يَتَجَاوَز اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي غَرِيب حَدِيث مَالِك ، وَرَوَاهُ عَنْهُ مِنْ تِسْع طُرُق ، وَثَبَتَ فِيهَا كُلّهَا أَنَّ الْكَافِر إِذَا حَسُنَ إِسْلامه يُكْتَب لَهُ فِي الإِسْلام كُلّ حَسَنَة عَمِلَهَا فِي الشِّرْك .

قَالَ اِبْن بَطَّال رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى بَعْد ذِكْره الْحَدِيث : وَلِلَّهِ تَعَالَى أَنْ يَتَفَضَّل عَلَى عِبَاده بِمَا شَاءَ لا اِعْتِرَاض لأَحَدٍ عَلَيْهِ . اهـ .

وقال ابن رجب عن حديث حكيم بن حزام وحديث أبي سعيد ، وفيه " إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا " : وكلاهما يدل على أن الكافر إذا عَمِل حسنة في حَال كُفره ثم أسلم فإنه يُثاب عليها ، ويكون إسلامه المتأخِّر كافِيا له في حصول الثواب على حسناته السابقة منه قبل إسلامه .
وقال : وقد وردت نصوص أخر تَدُلّ على أن الكافر إذا أسلم وحسن إسلامه فإنه تبدّل سيئاته في حال كُفره حسنات ، وهذا أبلغ مما قبله . اهـ .

وأما الطفل فإنه إذا عَمِل أعمالا صالحة فإنه يُثاب عليها إذا بَلَغ ، إلاّ أنه إذا حجّ قبل البلوغ ثم بلغ فإنه لا يُجزئه عن حجّة الإسلام .
وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن امْرَأَة رَفَعَتْ صَبِيًّا لَهَا فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ : نَعَم ، وَلَكِ أَجْر . رواه مسلم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض