منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   تزكية النفس وما يتعلق بها (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=50)
-   -   ما النصيحة لمن تأمر الناس بالطاعات وهي ترتكب الكثير من الذنوب وكل ما يغضب الله ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15631)

نسمات الفجر 24-10-2016 12:50 AM

ما النصيحة لمن تأمر الناس بالطاعات وهي ترتكب الكثير من الذنوب وكل ما يغضب الله ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول السائلة إنها لا تشعر بالرضا عن نفسها لانها تشعر بتناقض في أفعالها وأحوالها مع الله ومع الناس
فهي ترتكب الكثيير من الذنوب والمعاصي وسؤال العرافين وكل ما يغضب الله ، وأما مع الناس فهي دائما تأمرهم بالانشغال بالأذكار والاستغفار والصلاة
كما أنها تجيد إعطاء الدروس والمواعظ لغيرها وهي تفعل نقيض ذلك
تريد مساعدتكم فضيلة الشيخ وكيف تعالج هذا التناقض الذي تعيشه ؟
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ وجزاكم اعلى الجنان

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

أما مُجرّد سؤال العرافين ؛ فهو مُحرّم ، وهو كبيرة مِن كبائر الذنوب ، وإن سألَهم أحد وصَدّقهم فقد كَفَر بِالله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أتى عَرّافا فسَأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة . رواه مسلم .
هذا إذا كان مُجرّد سؤال دون تصديق .
فإن سأله ، فصدّقه ، وعَمِل بِما قال ؛ فقد كَفَر بالله .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أتى كاهِنا أو عَرّافا فَصَدّقه بما يقول فقد كَفَر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .

وأما التناقض ؛ فهو مذموم ، وقد قال الله تعالى لِنبي إسرائيل مُنكِرا عليهم : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) .
وإن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يَسقط حتى عن مُرتَكِب المنكر .
وقد يَكون نُصح الإنسان لِغيره سَببًا في إصلاح نفسه ؛ لأن نفسه تلومه : كيف تنصح الناس ، وتنسى نفسك ؟
إلاّ أن على الإنسان أن يَكون على خوف وعلى وَجَل ، أن يَكون كالذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بِقولِه : يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ : أَيْ فُلانُ ! مَا شَأْنُكَ ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ . رواه البخاري ومسلم .

وأن لا يكون مثل الشمعة التي تَحتَرِق لتُضيء للناس .
قال جندب رضي الله عنه : مثل الذي يَعِظ ويَنسى نَفسه مثل المصباح يَفيء لغيره ويُحرق نفسه . رواه ابن أبي شيبة .

وعند الإمام أحمد في الزهد عن أبي السّوار أنهم أتَوا جُنْدبا في قُرّاء أهل البصرة ، فقال : أرى هَديا حَسنا ، وسَمْتا حَسنا ، فإياكم وهذه الأهواء ، ثم قال : مثل الذي يُعلِّم الناس ولا يَعمل كَمثال السراج يُضيء للناس ويُحرِق نفسه .

وقال أبو مُسْلِم الْخَوْلاَنِيّ : الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَة : رَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَعَاشَ بِهِ النَّاسُ مَعَهُ ، وَرَجُلٌ عَاشَ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشْ بِهِ معه أَحَدٌ غَيْرُهُ ، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ بِعِلْمِهِ وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ .

وأن تتذكّر أن أوّل مَن تُسعّر بهم النار ثلاثة : عالِم ، ومُجاهِد ، ومُنفِق مالَه كلّه في سبيل الله . كما في صحيح مسلم .

وسبق الجواب عن :
كيف يحقق المسلم التوازن النفسي و تكون أقواله مطابقة لأفعاله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18853

حكم قيام مرتكب الذنوب بالدعوة و الإرشاد
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4690

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم إتيانهما ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18851

يُنكر المنكر ولكنه قد يأتيه ، فما الحكم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8155

هل يجوز للمُدخّن أو صاحب المعصية أن ينصح المدخنين ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4689

أرجو شرح حديث : مَن تَعلّم العِلم ليُباهِي به العلماء ، أو يُمارِي به السفهاء ...
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9423

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 11:18 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى