هل يوجَـد محظور شرعي مِن عيْـش الإنسان وحيدا؟
 

السلام عليكم
هل هناك محظور شرعي أو نفسي في أن يعيش الإنسان وحيدا وينام وحيدا?
أقصد الوحدة أن يعيش في المنزل وحيدا بدون أهل او خلان
علما أن هذا الأنسان لايمتلك في بيته تلفاز او مذياع أو حاسوب
ودمتم

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

في حديث ابن عمر رضي الله عنهما : نَهَى عن الوِحْدة ؛ أن يَبيت الرَّجُل وَحْده . رواه الإمام أحمد ، وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
قال : وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب بليل أبدًا ، ولا نام رجل في بيت وحده . رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محمد بن القاسم الأسدي ، وثَّقَه ابن معين ، وضَعّفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . اهـ .

والحديث صححه الألباني ثم قال :
وله شاهد موقوف يرويه عاصم بن سليمان وغيره عن عمر بن الخطاب قال : لا يُسافرنّ رجل وَحْدَه ، ولا ينامن في بيت وَحْدَه .

وذلك لأنه لو حصل له شيء لم يُعلَم به ، بِخلاف ما إذا كان عنده أحد في البيت .
وقد مات رجل يعيش وحده فبقي في البيت ثلاثة أيام لم يُعلَم به حتى ظهرت رائحته .

وفي مُخالطة الناس خير وأجْر ، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه .

وأما في زمان الفِتن وخشية الإنسان على دِينِه ، فيجوز أن يعتزل الناس إذا كان اعتزاله أسلَم لِدِينِه .
وعليه يُحمل ما جاء في مدح العُزْلَة .
ويُحمل عليه جوابه عليه الصلاة والسلام عندما سُئل : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ .
فقَالُوا : ثُمَّ مَنْ ؟
قَالَ : مُؤْمِنٌ فِي شِعْب مِنْ الشِّعَابِ ، يَتَّقِي اللَّهَ ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ . رواه البخاري ومسلم .

ويُحمَل عليه قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ . رواه البخاري .


والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد