منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - رئيستهن في العمل سيئة السمعة والأخلاق ، فهل يجوز لهنّ مخالفة أمرها ؟

رئيستهن في العمل سيئة السمعة والأخلاق ، فهل يجوز لهنّ مخالفة أمرها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخي الفاضل
أختي وزميلاتها في العمل يشتكون من تعيين رئيسة جديدة عليهم في العمل عُرفت بِسوء سمعتها وسلوكها اللا أخلاقي
واتفقن جميعهن أن لا يلبين طلباتها لأنهن يرون أنها ليست أهلا للأمانة والرئاسة ؟
فما الحكم ؟ وهل هذا الشيء مطابق للحديث " إذا أسند الأمر إلى غير أهله "
حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

على الإنسان أن يُؤدِّي ما لَزِمه ، ما لم يُؤمَر بِمعصية ، ولو أُمِّر عليه عَبدٌ حبشي !

ولا علاقة لِسوء سمعتها وأخلاقها بأداء ما يجب على الموظَّفات ؛ لأن الإنسان مأمور بأداء ما يجب عليه ، ويُطالِب بِمَا لَه مِن حقّ ، كما قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : ستكون أثَرَة ، وأمور تنكرونها . قالوا : يا رسول الله فما تأمُرنا ؟ قال : تُؤدّون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم . رواه البخاري ومسلم .

وتولِيَة مَن ليس أهلا للأمانة والرئاسة ، هو مِن إسناد الأمر إلى غير أهله .
ففي صحيح البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ : أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ . قَالَ : كَيْفَ إِضَاعَتُهَا ؟ قَالَ : إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ .

ولا يَشتغل الإنسان بِمَن وُلِّي عليه ، ويُكثر مِن القِيل والقال ، وإنما يُصلِح ما بينه وما بين الله ، لتصلح جميع أموره .
قال مالك بن دينار : قرأت في الْحِكَم أن الله تعالى يقول : أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بِيدي ، فمن أطاعني جَعَلْتُهم عليه رحمة ، ومَن عصاني جَعَلْتُهم عليه نِقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بِسبّ الملوك ، ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم . رواه أبو نُعيم في " الحِليَة " .
ورواه ابن أبي شيبة عن مَالِك بن مِغْوَل قال : كان في زبور داود مكتوبا ، فَذَكَره بنحوه .

فَالوُلاة صُوَر الأعمال !
قال مالك بن دينار : مَن صَفا صُفِّي له ، ومَن خَلَط خُلِّط له .
وسَمِع ابن سيرين رجلا يَسبّ الْحَجَّاج ، فقال : مَه ! أيها الرجل ، إنك لو وَافَيتَ الآخرة كان أصغر ذنب عَمِلته قَطّ أعظم عليك مِن أعظم ذنب عَمِله الحجاج ، واعلم أن الله عزّ وجَلّ حَكَم عَدل ، إن أخذ مِن الحجاج لمن ظَلَمه شيئا ، أخَذ للحجاج ممن ظَلَمه ؛ فلا تَشغلن نفسك بِسبّ أحد . رواه أبو نُعيم في " الحِليَة " والبيهقي في " شُعب الإيمان " .

وسبق الجواب عن :
ما صحة حديث الرويبضة ، وما معناه ، ومتى زمان ظهوره ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18862

والله تعالى أعلم .