ما هي الطريقة الأمثل لطلب العلم إذا تعذر الجلوس إلى العلماء ؟
 

فضيلة الشيخ.. سؤال آخر يختص بطلب العلم .. نحن في دولة الإمارات لا نستطيع الجلوس إلى العلماء و طلب العلم على أيديهم مباشرة و ذلك لعدم توفرهم لدينا - و إن كانوا موجودين و لكنهم غير معروفين - فما هي الطريقة الأمثل لطلب العلم حاليا و في هذا الوضع ؟؟ هل القراءة وحدها تكفي ؟؟ و هل الاستماع إلى الأشرطة يكفي ؟؟ ما هو رأي فضيلتكم ؟؟
و جزاكم الله خيرا .

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

أولاً : ينبغي أن يُعلَم أن في كل وادٍ بني سَعد !
في كل بلد علماء ..
والحريص يَجِد أولئك الصادقين .. ولو أن يستخرجهم استخراجاً !

ثانياً : يُمكن الإفادة من الإجازات ،والدروس العلمية المكثَّفَة ..
فيمكن تنظيم دروس علمية خاصة لطلبة العلم ، تكون بمثابة الدورات المكثَّفَة في فترات الصيف .. والفترات المناسِبَة لكم ..

وفي بعض الدول أُقِيمتْ تلك الدروس لبعض العلماء وطلبة العلم من طريق بعض المؤسسات الخيرية .. فتكون تلك المؤسَّسَات داعمة ومُنظِّمة لمثل تلك الدروس ..

فإن لم يُمكن فقد رأيت بعض طلاب العلم من الإمارات خلال فترة الصيف يأتون إلى المملكة ، ويحضرون حيث تُقام تلك الدروس المكثَّفَة ..
وليس فقط من الإمارات بل من شتى أنحاء العالم .

وهناك طُرُق أخرى .. مثل : فتح غرفة من خلال ( البالتوك ) أو عبر البث المباشِر .. والاتفاق مع بعض المشايخ على جداول معينة يتم فيها الشرح والتدريس بشكل يومي – ولو لِمَتْنٍ واحد – حتى ينتهي المتن ..
وهذا يحتاج إلى شيء من الْجِدِّيّـة .. بحيث لا يكون الحضور ضعيفاً ..

ثالثاً : لمن لا يتمكّن من ذلك ، سواء لظروفه أو من الأخوات اللواتي لا يستطعن الذهاب ..
هناك أكثر من طريقة ..
والآن – بِحمد الله – قد توافرت أسباب وسُبل تحصيل العلم من خلال الشبكة ( الإنترنت )

فالبداية تكون بالمختصرات
فمثلاً :
في الحديث : البداية بالأربعين النووية ، للإمام النووي ..
وهناك بعض الطَّبَعات يكون الحديث في أعلى الصفحة ، وبقية الصفحة فارغة للتعليق والكتابة ..
فمن كان لديه شرح للأربعين النووية ( شرح مسموع ) ويُمكنه الحصول على تلك الشروحات من المواقع التي تتوفّر فيها المادة .. بِحسب الشرح والشيخ الذي يُحب الاستماع إليه , ويجِد ضالته عنده ..
فيُشغِّل الشريط الأول ويستمع ويُعلِّق على الحديث ، بحيث يسمع ويَكتُب .. فيكون أرسخ للمعلومة ..
وفي اليوم الثاني يستمع إلى الحديث الثاني .. ويَكتُب تعليقات مما سمِع ..
ولا يُشترَط أن يُسجِّل وينسخ كل ما سمِع ..
وهكذا حتى يُنهي من الأربعين .. ولا يُجاوز حديثا حتى يحفظه .. فيكون حفِظ الحديث وفهِم معناه .

فيجد أنه خلال شهر أو 40 يوما قد تكوّنت لديه حصيلة .. خاصة وأن تلك الأحاديث هي من الأصول والقواعِد الكليّة ..

ويُمكن أن يأخذ مع الأربعين النووية مَتنا فقهياً .. أو في العقيدة .. بحسب رغبته وميوله .. ولا يُكثِر فَيَمَلّ ، وربما كان سببا في انقطاعه .

أو يقرأ خلال ذلك في شرح ابن دقيق العيد أو شرح ابن رجب .. ما يكون رافِداً للشرح الذي اسْتَمَعَه ودوّن منه ..

ويحرص على أن يكون المتن مما شَرَحه بعض العلماء المعاصرين .. ليتمكّن من تطبيق تلك الفِكرة السابقة في شرح الأربعين ..

فيكون المتن الفقهي مثلا : عمدة الفِقه .. وسوف يجِد شروحات لبعض العلماء المعاصِرين ..
وخاصة المسموع منها .. لأن طالب العلم سوف يسمع ويَكتُب .. بالإضافة إلى كون لغة الشرح عصرية .. بِخلاف بعض الشروحات التي قد تَخْفَى على طالب العلم بعض المصطلحات ، أو العبارات ..

وهكذا يبني طالب العلم نفسه .. ويستطيع خلال سنوات أن يُكوِّن حصيلة طيبة وقوية ..
ويكون البناء على أساس راسخ ..

وهنا :
أريد منهجا متكاملا لدراسة الفقه والعقيدة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=1650

وكان الله في عونكم ..

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض