منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - إذا فاتت المسلم صلاة التهجّد فمتى يقضيها مِن النهار وما هي الكيفية ؟

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبارك الله فيكم وبجهودكم وجزاكم الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتكم ونفع بكم أمة المسلمين
نويت أن أصلي 12 ركعة في النهار إن فاتتني صلاة التهجد عملاً بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره ، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة . الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 746. خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأنا لله الحمد محافظة على قيام الليل ( واقصد بقيام الليل الصلاة التي تكون قبل النوم) ومحافظة على صلاة التهجد ( التي تكون قبل الفجر وبعد النوم ) ولكن في بعض الأحيان تفوتني بسبب تعب أو سهر وأنا أتمنى أن أقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث إن فاتتني صلاة التهجد أصلي 12 ركعة من النهار بس ما عرفت الطريقة ومتى بالضبط تكون هذه الصلاة في أي وقت من النهار ؟
وهل جائز أن تكون بعد المغرب مثلا أو بعد العصر ؟
ما عرفت كيفية تطبيقها هل أصليها ثنائية أم يجوز رباعية ؟
أرجو أن تشرحوا لي الحديث بالضبط مع كيفية تطبيقه .
وجزاكم الله كل خير ووفقكم الله ودعواتكم لي بالثبات والهدى

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأسأل الله لنا ولك الثبات والهدى والسداد والتوفيق ، وأن يُسدّدك ويزيدك هُدى وتُقى وإيمان .

الوقت : تُقضَى في وقت الضحى .
وهذا يُوضِّحه حديث عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَال : قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَىْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ . رواه مسلم .

الكيفية : ركعتين ركعتين .
ودَلّ عليه حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : صَلاَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . وقد ضَعّف بعض العلماء لفظ " النهار " في هذا الحديث .

ورواه الإمام مالك بَلاغا أن عبد الله بن عمر كان يقول : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ، يُسَلِّم مِن كُلّ ركعتين . قال مالك : وهو الأمر عندنا . اهـ .

قال الإمام الترمذي : وقد اخْتَلَف أهل العلم في ذلك ؛ فرأى بعضهم أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ، وهو قول الشافعي وأحمد .
وقال بعضهم : صلاة الليل مثنى مثنى ، ورأوا صلاة التطوع بالنهار أربعا مثل الأربع قبل الظهر وغيرها من صلاة التطوع . وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحق . اهـ .

ولأن القضاء يَحكي الأداء ، فَمَن صلّى مِن النهار قضاء قيام الليل فليُصلّ ركعتين ثم يُسلِّم ثم يُصلِّي ركعتين ثم يُسلِّم ، حتى يتم (12) ركعة لِمن كان يُحافِظ على صلاة (11) ركعة في الليل.
ومَن صلّى أربع ركعات ، فَلَه سَلَف في ذلك ، سواء سَرَدهنّ مِن غير جلوس للتشهّد ، أو جلس للتشهّد ، فتكون كهيأة الصلاة الرباعية .

قال إبراهيم النخعي : صلاة الليل مثنى مثنى ، وصلاة النهار أربع ركعات إن شاء لا يُسَلِّم إلاَّ في آخرهن .

وقال الأثرم : سألت أحمد بن حنبل عن صلاة الليل والنهار في النافلة ؟ فقال : أما الذي أختار فمثنى مثنى ، وإن صلى بالنهار أربعا فلا بأس ، وأرجو ألاّ يضيق عليه .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد