منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم القـرآن وعلـومه (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=20)
-   -   سمعت من فترة أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن . كيف يكون ذلك مع تكفّل الله بحفظ كتابه ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1008)

عبق 12-02-2010 08:37 PM

سمعت من فترة أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن . كيف يكون ذلك مع تكفّل الله بحفظ كتابه ؟
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
شيخ انا لدي سؤال واتعبني كثيرا و كثيرا ..و الله لا استطيع النوم من كثرة التفكير ..
يقول الله عز و جل : (انا نحن نزلنا الذكر و انا اله لحفظون)
و انا سمعت من فترة ان اخواننا شيعة يحرفون المصحف ..فكيف تطابق هذه الايه مع الواقع ؟؟
و ايضا قرأت ان الكتب السماويه جميها مثل الانجيل و التوراة موجودة هذه الصحف الاصليه
الحقيقية الموجدة و و لكن ما حرف هو النسخ منها الا انا الحقيقي موجود ..
و كما نعلم ان الله اخبرنا ان القران الوحيد لم يبدل و لم يغير ..فكيفذلك ؟
اتمنى ان تجيب على سؤالي
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

أولاً : الرافضة ليسوا بإخوان لنا ! والتاريخ شاهد وشواهده كثيرة أن الرافضة ألدّ وأشدّ أعداء أهل السنة !

ثانيا : من زعم أن القرآن دخله التحريف أو أن بإمكانه فِعْل ذلك ؛ فقد كفر بالله .

ثالثا : بالنسبة للكُتُب السابقة لم يتكفّل الله بِحفظها ، بل وَكَل حفظها إلى أصحابها ، فحرِّفَت وبُدِّلَت ؛ لأنه ليس لها صِفة الدوام والاستمرار مثل القرآن .

فالكُتب السابقة كانت وقتية ، أي أنها تصلح لأهل زمان دون زمان ، أو لأهل مكان دون مكان .
كما أن الله أوكل حفظها إلى أهلها ، كما في قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)
ولم يقُم أهل الكتاب بحفظ كتابهم ، فزادوا فيه ونقصوا ، وحرّفوا الكلِم عن مواضعه .

أما القرآن فإنه لما كان خاتم الكُتب ونزل على خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام ، فإن الله تكفّل بحفظه ، فقال سبحانه : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .

روى القرطبي بإسناده إلى يحيى بن أكثم قال : كان للمأمون وهو أمير إذّ ذاك مجلس نَظَر ، فدخل في جملة الناس رجل يهودي ، حسن الثوب ، حسن الوجه ، طيب الرائحة ، قال : فتكلَّم فأحسن الكلام والعبارة ، قال : فلما تقوّض المجلس دعـاه المأمون ، فقال له : إسرائيلي ؟ قال : نعم . قال له : أسْلِم حتى أفعل بك وأصنع ، ووَعَدَه ، فقال : ديني ودين آبائي ، وانصرف . قال : فلما كان بعد سنة جاءنا مُسلِماً . قال : فتكلّم على الفقه فأحسن الكلام ، فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون ، وقال : ألستَ صاحبنا بالأمس ؟ قال له : بلى . قال : فما كان سبب إسلامك ؟ قال انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان ، وأنت تراني حسن الخطّ ، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ ، فزِدتُ فيها ونقصت ، وأدخلتها الكنيسة فاشتُريت مِنِّي ، وعمدتُ إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزِدتُ فيها ونقصت ، وأدخلتها البَيْعَة فاشتُريت مِنِّي ، وعمدتُ إلى القرآن فعملتُ ثلاث نسخ وزِدتُ فيها ونقصت وأدخلتها الورَّاقِين ، فتصفحوها فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رَمَوا بها ، فلم يَشتروها ، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ ، فكان هذا سبب إسلامي . قال يحيى بن أكثم : فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة فذكرت له الخبر ، فقال لي : مصداق هذا في كتاب الله عز وجل ! قال : قلت : في أي موضع ؟ قال : في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل : ( بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ) فجعل حفظه إليهم فَضَاع ، وقال عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فحفظه الله عز وجل علينا فلم يَضِع .

وكنت بيّنت ذلك هنا :
شبهة وجوابها عن حفظ القرآن
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/303.htm

رابعا : ما زعمته الرافضة من محاولة مُجاراة القرآن ، أو زعمهم بتحريف القرآن دعوى مفضوحة !
وكنت بيّنت ذلك هنا :
منصِّر يقول:أليست هذه السورة تحاكي القرآن وتبطل الحجة ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=797

وهنا :
أنا مسلم على المذهب الشيعي فلماذا تتهمون الشيعة بأنهم كفار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15184

والله أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى