منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم القـرآن وعلـومه (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=20)
-   -   ما هو تفسير قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) ... الآية ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15423)

عبد الرحمن السحيم 08-10-2016 11:51 PM

ما هو تفسير قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) ... الآية ؟
 
ما هو تفسير قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) ... الآية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم وفقكم الله وسدد خطاكم
أرجو شرح هذه الآية : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)
ماذا يُفهم من قوله تعالى " بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا " ومَن هُم ؟ هل يقصد بهم أهل البدع أيضا ؟
جزاكم الله خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قال تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) ثم بيّنه تعالى بِقولِه : (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) .
قال ابن عطية : المعنى : قل لِهؤلاء الكَفَرة على جهة التوبيخ :
هل نُخبركم بالذين خَسِروا عَمَلهم ، وضَلّ سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم مع ذلك يظنون أنهم يُحسنون فيما يَصنعونه ؟ فإذا طلبوا ذلك ، فقل لهم : (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ) ، وهذه صفة المخاطَبِن مِن كُفار العَرب الْمُكَذِّبِين بِالبَعث .

وذَكَر ابن عطية ما قيل في الآية مِن أن المراد بِهم الخوارج ، ثم ضَعّف هذا القول بِقوله : ويضعف هذا كله قوله تعالى بعد ذلك (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ) ، وليس مِن هذه الطوائف مَن يَكفر بِلِقاء الله ، وإنما هذه صِفة مُشْرِكي عَبَدة الأوثان . اهـ .

وحَمَل ابن عطية ما وَرَد في الآية عن السَّلف ، وأن المراد بهم الخوارج على جِهة مثال فيمن ضَلّ سَعيه في الحياة الدنيا ، وهو يَحسب أنه يُحسِن .

وقال القرطبي في تفسيره : فيه دَلالة على أن مِن الناس مَن يَعمل العَمل وهو يظن أنه مُحسن وقد حَبِط سَعيه ، والذي يُوجب إحباط السعي ؛ إما فساد الاعتقاد ، أو المراءاة ، والمراد هنا الكُفر .
روى البخاري عن مصعب قال : سألت أَبِي : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) أهُم الْحَرُورية ؟ قال : لا ، هم اليهود والنصارى . وأما اليهود فَكَذّبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأما النصارى فكَفَروا بالجنة ، فقالوا : لا طعام فيها ولا شراب ، والحرورية الذين يَنقضون عهد الله مِن بعد ميثاقه ، وكان سعد يُسميهم الفاسقين . والآية معناها التوبيخ ، أي : قُل لِهؤلاء الكَفرة الذين عَبَدوا غيري : يَخيب سَعيهم وآمالهم غدا ، فَهُم الأخسرون أعمالا ، وهُم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) في عبادة مَن سِواي . قال ابن عباس : يُريد كفار أهل مكة . اهـ .

وأهل البِدع مِن الأخسرين أعمالا ؛ لأنهم يَحسبون أنهم على شيء وهُم ليسوا على شيء ، ويحسبون أنهم مُهتَدون وهُم ليسوا كذلك ، ويَحسبون أنهم يَتقرّبون إلى الله بأعمالهم التي ابتَدعوها وهي لا تَزيدهم مِن الله إلاّ بُعدا .

ولذلك تَسوَدّ وُجوه أهل البِدع يوم القيامة .
قال الله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) ، قال : تَبْيَضّ وُجُوه أهل السُّنّة ، وتَسْوَدّ وُجُوه أهل البِدعة .

وأهل البِدع يُطرَدُون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا فرطكم على الحوض ، مَن وَرد شَرب ، ومَن شَرب لم يظمأ أبدا ، وليَرِدنّ عليّ أقوام أعرفهم ويَعرفوني ، ثم يُحال بيني وبينهم .
وفي رواية : فأقول : إنهم مِنّي ، فيُقال : إنك لا تدري ما عَمِلُوا بعدك ، فأقول : سُحقًا سُحقًا لِمَن بَدّل بَعدي . رواه البخاري ومسلم .

وسبق الجواب عن :
ما حكم إنزال الآيات التي نزلت في حق اليهود والنصارى والمنافقين على المسلمين؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10096

ما الضرر من الاحتفال بالمولد النبوي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14109

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 01:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى