منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم أراشيف الفتاوى المكررة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=42)
-   -   هل يُستحب العفو عن شباب تهجّموا على آخر إذا كان سجْنهم سيسبب لهم حرمان من الوظيفة ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14426)

نسمات الفجر 01-04-2016 07:54 AM

هل يُستحب العفو عن شباب تهجّموا على آخر إذا كان سجْنهم سيسبب لهم حرمان من الوظيفة ؟
 

جزاكم الله خيراً فضيلة الشيخ ووفقكم
سائلة تقول :
حصل شجار بين عدة شباب وولدي واحد عمره 18 والثاني 15 ، والشباب تغلبوا على أولادي
وابني الكبير غاب قليلاً عن الوعي وتم نقله للمشفى والحمد لله قال الطبيب لا يوجد فيه شيء
زوجي اشتكى على الشباب وتم الاعتذار من الشباب وذويهم ولكننا لا نقبل التنازل ، مع العلم سيتم سجن الشباب وأيضا بسبب القضية قد لا يستطيعون العمل في أي وظيفة ، ومع ذلك لا نريد التنازل لينالوا عقابهم فهل نحن على حق ؟
حفظكم الله

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

أخشى أن يكون أولادها قد أخطئوا أو ظَلَموا غيرهم ؛ فيَكون سَجن الآخَرين وعقابهم وحِرمانهم مِن الوظائف – ظُلْما آخر .

ولا يصحّ الاقتصار على سَماع طرف واحد ؛ لأنه لا يتبيّن الحقّ إلاّ إذا سُمِع من الطرفين .
قال عليّ رضي الله عنه : بَعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضِيا ، فقال : إذا جاءك الخصمان فلا تقضِ على أحدهما حتى تَسمَع من الآخر ، فإنه يَتبيّن لك القضاء . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .

ولا مانِع مِن أن يُظهر الإنسان الغضب والشدّة ؛ ليَكون أردَع للشباب الذين تشاجَروا مع أولاده ، وهذه طريقة السلف في العفو والتنازل بعد ثبوت الْحَقّ لهم ؛ فيَكون عَفْوهم عن مقدِرة ، وليس عن ضَعْف .

وينبغي أن يُفرَّق في العَفو بَيْن مَا كان عن كريم خُلُق ، وبين ما كان عن ضَعف .
قال الإمام البخاري : باب الانتصار من الظالِم ؛ لقوله جَلّ ذِكْره : (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) ، (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) . قال إبراهيم : كانوا يَكرهون أن يُسْتَذَلّوا فإذا قَدَروا عَفوا .

وقال ابن رجب : وقال مجاهد : كانوا يَكرهون للمُؤمِن أن يُذلّ نفسه ، فيَجْتَرئ عليه الفُسّاق ، فالمؤمن إذا بُغِي عليه يُظهِر القدرة على الانتقام ، ثم يعفو بعد ذلك ، وقد جَرى مثل هذا لِكثير مِن السلف ، منهم قتادة وغيره . اهـ .

وليَسْتَحْضِروا أن مَن عَفا وأصلَح فأجره على الله ، ومَن كان أجْره على الله أرضاه الله .

وسبق الجواب عن :
زوّرت ختم المقاوِل كي يأخذ خالي حقه ، فهل يلحقني الإثم؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10334

هل عَفْوي عمّن ظلمني سبب لتفريج همومي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10956

كيف أعفو عمّن ظلمني ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10051

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 01:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى