هل يجوز لنا الجمع والقصر إذا سافرنا إلى قريتنا ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن أسرة تقيم في العاصمة مسقط منذ أكثر من 13 سنة . عندما نذهب إلى قريتنا التي تبعد عن المدينة 250 كم يشكل علينا أمر الصلاة جمعها وقصرها وغيره .
مثلا : نريد السفر بعد صلاة المغرب ، هل يجوز لنا أن نجمع أو نقصر مع العشاء ؟
أريد أن أعرف كل الأمور المتعلقة بذلك جزاكم الله خيرا عن قريتنا كيف يجب علينا أن نتعامل معها أنها وطن ولا وغيره . لأن الأمر أشكل علينا وأصبح كل شخص يرمي فتوى من عنده .
_____________________________________

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إذا كان لكم في القرية بيت أو مزرعة ؛ فالأحوط أن لا تقصروا ، ولا تَجمعوا .

قال ابن قدامة : وَإِنْ مَرَّ فِي طَرِيقِهِ عَلَى بَلَدٍ لَهُ فِيهِ أَهْلٌ أَوْ مَالٌ ؛ فَقَالَ أَحْمَدُ فِي مَوْضِعٍ: يُتِمُّ ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ: يُتِمُّ إلاَّ أَنْ يَكُونَ مَارًّا . وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : إذَا مَرَّ بِمَزْرَعَةٍ لَهُ أَتَمَّ . وَقَالَ مَالِكٌ : إذَا مَرَّ بِقَرْيَةٍ فِيهَا أَهْلُهُ أَوْ مَالُهُ أَتَمَّ إذَا أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً ..
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إذَا قَدِمْتَ عَلَى أَهْلٍ لَكَ أَوْ مَالٍ ؛ فَصَلِّ صَلاةَ الْمُقِيمِ .
وَلأَنَّهُ مُقِيمٌ بِبَلَدٍ فِيهِ أَهْلُهُ ، فَأَشْبَهَ الْبَلَدَ الَّذِي سَافَرَ مِنْهُ . اهـ .

أما إذا لم يَكن لكم في القرية بيت أو مزرعة ؛ فيجوز لكم الجمع والقصر .
وإذا كنتم في القرية ، وأردتم السفر بعد المغرب مثلا ؛ فيجوز لكم جَمْع المغرب والعشاء في وقت المغرب ، أو في وقت العشاء ، ويجوز لكم قَصْر العشاء .

فالخلاصة :
إن لم يكن لكم في القرية ما تملكونه من بيت أو مزرعة أو استراحة ؛ فهي ليست مَحَلّ إقامة لكم ؛ فيجوز لكم الترخّص بِرُخص السفر .
وإن كان لكم في القرية ما تملكونه مِن بيت أو مزرعة أو استراحة ؛ فهي مَحَلّ إقامة لكم ؛ فلا يجوز لكم الترخّص بِرُخص السفر .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم