منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   ما حكم النّظر في بيوت الناس عند زيارتهم وانتقاد تصرفاتهم وحياتهم ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16401)

عبد الرحمن السحيم 12-04-2018 09:32 AM

ما حكم النّظر في بيوت الناس عند زيارتهم وانتقاد تصرفاتهم وحياتهم ؟
 
إحداهنّ تسأل: ( كيف تعرفين صاحبة البيت الذي ستزورينه نظيفة أم لا ؟؟!! )
فتعدّدت إجابات الأخوات:
- من نظافة أواني تقديمها ..
- من نظافة ثيابها ..
- أدخل حمّامها ..
- أرى نظافة مطبخها ..
- أشوف نظافة البوتاجاز ..
- أنظر في أركان الشقة ..
- أعرفها من دلو الشطف الذي في الحمام ..
- من نظافة النجف ..
- من رائحة البيت ..
- أركّز على الغُبار إن تواجد على الأثاث ..
- اشوف نظافة الشبابيك ..
- أنظر إلى نظافة مقبس النور ..
اللَّــهُ المُستَـعـانْ ..!! سُبحان الله ..! - أين آدابُ النظر ، وآداب زيارة البيوت ؟
كل ذلك يُسمّى تتبُّـع عَـوْرات ..
ومَن تتبّع عورة أخيه، تتبّع الله عورته، ومَن تتبّع الله عورته فضَحه ولو في جوف بيته ..! - البيوت عورات لا يجوزُ التجول فيها بالنَّظر لإحراج أهل البيت والتلصُّص عليهم ..!
ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم - قال :
" لو نظر أحدٌ في بيتك بغير إذنك ففقأتَ عينه فلا دِية لعينه ولا جُناح عليك " رواهُ أبو هريرة.
بل إن من سوء الأدب سؤالك عن أحوالهم من باب الفضول والتدخل في شؤن الناس.. أين أولادك.. زوجك موجود.. ماعلاقتك بأهل زوجك.. أو سؤال الخادمه والسائقين عن أهل البيت - ومن آداب الزيارة أن تجلسي حيثُ أجلسوكِ ، وتغُضّي بصركِ ؛ فأهلُ البيتِ أدرى بعورة بيتهم . فلا تؤذهم بالسؤال وتتبع الحال والنظر يعينك في كل مجال .
انتبه يا رعاك الله قد تكون واحد من هؤلاء دون أن تشعر... وليكن شعارك (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدي رد على هاد النص ، وهل الام والاخت يجب عليهم عدم السؤال وان يجلسوا ويعامَلوا مثل الضيف ؟
صار كتير جدل بهذا الموضوع : إنه حتى الاهل يجلسون ويأكلون ويشربون ويخرجون ولا يتكلمون ..
اذا عندك جواب ارجو الافادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسن الله اليكم
سؤال جاءني من اخت .
ما الرد عليه ؟ بارك الله فيكم

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك

من حُسن الأدب أن يَجلِس الإنسان حيث يُريد صاحب البيت أن يجلِس ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : لا يَؤمّن الرَّجل الرجل في سلطانه ، ولا يقعد في بيته على تَكْرِمَته إلاّ بإذنه . رواه مسلم .
قال ابن عبد البر : وعن جماعة مِن السلف أنهم قالوا : صاحب البيت أعلم بِعَورَة بَيتِه ؛ فلا يَقعد الزائر إلاّ حيث يُشار إليه مِن البيت . اهـ .

وقد أُمِرنا أن نُعطي الطريق حقّه ، ومِن حقِّه غضّ البصر ، فبُيوت الناس أوْلَى بِغضّ البَصَر ؛ لأن لهم علينا حقّ الزيارة ، وأن فَتَحوا لنا بيوتهم .
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : أَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا ، قَالُوا : وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟ قَالَ : غَضُّ البَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ . رواه البخاري ومسلم .

وغضّ البصر كما يَكون عن الْحَرَام يكون عن العيوب .
قال الشيخ السعدي في تفسير قوله تعالى : (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) عن النظر إلى العَورات ، وإلى النساء الأجنبيات ، وإلى الْمُرْدَان الذين يُخاف بالنظر إليهم الفتنة ، وإلى زينة الدنيا التي تَفْتِن ، وتُوقِع في الْمَحْذُور . اهـ .
يُضاف إلى ذلك : غضّ الطَّرْف عن العيوب .

ويُروَى في وَصَايَا لُقْمَان : إذا كنت في بُيوت الناس فاحْفَظْ بَصَرك ، وإذا كنت في مَجْلِس فاحْفَظ لِسَانك .

وينبغي التّفْرِيق بين أمْرَين :
التّدخّل في حياة الناس مِن غير حاجة ، وإنما هو فُضُول وتَدخّل في خصوصيّات الناس ، والرّغبَة في معرفة كل صَغير وكبير في حياتهم !
وبين النُّصْح وإنكار المنكر .
فلا يُخلَط بين الأمْرَين ، ولا تُرَدّ النصيحة بِحُجّة الْحُرّيّة !
فالكلام على سبيل الإصلاح مشروع ، والتّدخّل في حياة الناس مِن باب الفضول مَرفُوض .

فَنَبِيّ الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لَمّا زَارَ ابْنَه إسماعيل عليه الصلاة والسلام سأل زَوجَته عنه ، فشَكَت ضِيق حالِها ، فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام لها : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ، وقولي له يُغيّر عتبة بابه .
فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا ، فقال : هل جاءكم مِن أحد ؟
قالت : نعم ، جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك فأخبرته ، وسألني كيف عَيشنا فأخبرته أنا في جهد وشِدّة.
قال : فهل أوْصَاك بِشيء ؟
قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول : غيّر عَتبة بَابِك.
قال : ذاك أبي ، وقد أمَرَني أن أفَارِقك ! الْحَقِي بِأهلِك . رواه البخاري .

ومِن هذا الباب : تَفقّد عمرو بن العاص رضي الله عنه لِحال زوجة ابنه عبد الله ، وسؤالها عن حالها مع زوجها ، فقالت مُعرِّضَة غير مُصرِّحَة : نِعْم الرَّجُل مِن رَجُل لم يَطأ لنا فِرَاشًا ، ولم يَفْتش لنا كَنَفًا مُذْ أتَيْنَاه ! رواه البخاري ومسلم .

كما يَنبغي أن يُفرَّق بين أمْرَين : مُعاملة وتَعامل الأهل والأقارب في زيارتهم لبيوت أقاربهم ، وبين مُعاملة وتَعامل الضيوف ، فليس تَعامل الأهل والأقارب مثل تَعامل الضيوف .

وقد جاء الإسلام بآداب الضيافة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضَيفه جائزته يوم وليلة ، والضيافة ثلاثة أيام ، فما بعد ذلك فهو صَدقة ، ولا يَحِلّ له أن يَثْوي عنده حتى يُحْرِجه . رواه البخاري ومسلم .

وقد أدّب الله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في دُخول بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الله عَزّ وَجَلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) الآية .

قال أنس رضي الله عنه : لَمّا تَزوّج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ، دَعا القوم فطَعِموا ، ثم جَلَسوا يتحدّثون ، قال : فأخَذ كأنه يَتَهيّأ للقِيام ، فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام ، فلمّا قام ، قام مَن قام مَن القوم ، وقَعَد ثلاثة ، وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جُلوس ، ثم إنهم قاموا فانطلقوا ، قال : فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا ، قال : فجاء حتى دخل ، فذهبت أدخل ، فألْقَى الحجاب بيني وبينه ، قال : وأنزل الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) إلى قوله : (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) . رواه البخاري ومسلم .
قَالَ قَتَادَةُ : (غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) غَيْرَ مُتَحَيِّنِينَ طَعَامًا .
وقال الإمام البخاري : يُقَالُ (إِنَاهُ) إِدْرَاكُهُ .

ونَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن التكلّف للضّيف .
قال شَقِيق البلخِيّ : دَخلتُ أنا وصاحب لي على سَلمان رضي الله عنه ، فَقَرّب إلِينا خُبزا ومِلحا ، فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَانا عن التّكَلّف لَتَكَلّفْتُ لكم ، فقال صاحبي : لو كان في مِلْحِنا سَعْتر ! فَبَعَث بِمَطْهَرته إلى البَقّال فَرَهَنها ، فَجَاء بِسَعْتَر فألقاه فيه ، فلمّا أكَلْنَا قال صاحبي : الحمد لله الذي قَنعَنا بما رَزَقَنا ، فقال سلمان : لو قَنعت بما رُزِقت لم تكن مِطْهَرتي مَرْهُونة عند البَقّال . رواه الحاكم ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرِّجاه ، وله شاهد بِمِثل هذا الإسناد . ومِن طريق الحاكم : رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " وفي " الآداب " وصححه الذهبي والألباني .
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : نَهَانا رَسول الله صلى الله عليه وسلم أن نَتَكَلّف للضيف . رواه الحاكم .

ومِن إكرام الضيف خِدمته ، وتقديم الطعام له .
قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : ضِفْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فأمَر بِجَنْب فشُوِي ، قال : فأخَذ الشِّفْرَة ، فَجَعَل يَحُزّ لي بها منه . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني ، وحسّنه الأرنؤوط .

قال السندي: " فَجَعَل يَحُزُ " ، أي : يَقْطَع ، أي : فتَولّى الخِدمَة بِنَفْسِه ، كما هو دَأب الكِرام للضّيف ، إكْرَامًا له . اهـ .

وقال الإمام البخاري : باب صُنع الطعام والتّكَلّف للضّيف . ثم رَوَى قصة سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما ، وفيها : فجاء أبو الدرداء فَصَنَع له طَعامًا .


قال ابن حَجَر : والجمع بينهما أنه يُقَرِّب لِضَيفه ما عنده ولا يَتَكَلّف ما ليس عنده , فإن لم يكن عنده شيء ؛ فيَسُوغ حينئذ التّكَلّف بِالطّبخ ونحوه . اهـ .

وقال الإمام النووي : وقد كَرِه جَمَاعة مِن السَّلف التّكلّف للضّيف ، وهو محمول على ما يَشقّ على صاحب البيت مَشَقّة ظاهِرة ؛ لأن ذلك يمنعه مِن الإخلاص وكَمَال السرور بالضّيف ، وربما ظَهَر عليه شيء من ذلك فيتأذّى به الضيف ، وقد يُحضِر شيئا يَعرِف الضيف مِن حاله أنه يَشقّ عليه ، وأنه يَتَكَلّفه له فيتأذّى لِشَفَقَته عليه ، وكل هذا مخالف لِقوله صلى الله عليه وسلم : " مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضَيفه " لأن أكْمَل إكْرَامه : إراحَة خاطِره ، وإظهار السرور به . اهـ .

أمّا إذا لم يشقّ عليه ، ولم يَكن فيه إسراف ولا مُبالَغة ؛ فقد جاء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لِمَن نَزلوا به ، وظنّهم ضيوفا – جاء لهم بِعِجْل سمين .

ولَمّا رأى أبو الهيثم بن التّيِّهَان الأنصاري النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر في بيته ، قال : الحمد لله ما أحد اليوم أكْرَم أضيافا مِنّي ، قال : فانطلق ، فجَاءهم بِعِذْق فيه بُسْر وتَمْر ورُطَب ، فقال : كُلُوا مِن هذه ، وأخذ الْمُدْيَة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك والْحَلُوب ، فَذَبَح لهم ، فأكَلُوا مِن الشّاة ومِن ذلك العِذْق وشَرِبوا . رواه مسلم .

وهذا محمول على إكرام الضيف مِن غير تَكلّف .


ومِمّا يُنبّه عليه في هذا مقام الزيارة أو العيادة : كثرة السؤال - والذي قد يكون مُوجِعًا – عند الحوادث والمصائب ، فيسأل بعض الناس عن أدقّ التفاصيل ، وكيف وَقَع الحادث ، أو كيف حَصَلت الْمُصِيبة . وهذا لا شكّ أنه مذموم .

وعادة لا يتشاغل بعيوب الناس إلاّ مَن مُلئ عيوبا

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجَذْعَ، أَوِ الْجَذْلَ فِي عَيْنِهِ مُعْتَرِضًا . رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " وصححه الألباني.

وَقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيّ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْظُرَ الْعُيُوبَ جَمَّةً فَتَأَمَّلْ عَيَّابًا، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَعِيبُ النَّاسَ بِفَضْلِ مَا فِيهِ مِنَ الْعَيْبِ.

قال القرطبي : وَقِيلَ: مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِه.
قَالَ الشَّاعِر :
الْمَرْءُ إِنْ كَانَ عَاقِلا وَرِعًا ... أَشْغَلَهُ عَنْ عُيُوبِهِ وَرَعُهُ
كَمَا السَّقِيمُ الْمَرِيضُ يَشْغَلُهُ ... عَنْ وَجَعِ النَّاسِ كلهم وَجَعه
وَقَالَ آخَرُ:
لا تَكْشِفَنَّ مَسَاوِي النَّاسَ مَا سَتَرُوا ... فَيَهْتِكُ اللَّهُ سِتْرًا عَنْ مَسَاوِيكَا
وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا فِيهِمْ إِذَا ذُكِرُوا ... وَلَا تَعِبْ أَحَدًا مِنْهُمْ بِمَا فيكَ . اهـ .

ولا يفتح عينيه على عيوب الناس إلاّ مَن تَعَامَى عن عيوب نفسه .

قَبِيْحٌ مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ يَنْسَى عُيْوبَهُ *** وَيَذْكُرُ عَيْبا في أخيه قد اخْتَفى
ولو كانَ ذا عقلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ *** وفيه عيوبٌ لو رآها بها اكتفى

قال ابن القيم:
طوبى لمن شَغَلَه عَيبه عَن عُيُوب النَّاس ، وويل لمن نَسي عَيبه وتفرّغ لعيوب النَّاس . اهـ .

ومَن فتّش عن عيوب الناس، سُلّط عليه مَن يُفتّش عن عيوبه .
قال ابن حبّان : شر الناس مَن لم يُقِل العَثَرات ولا يَستر الزّلاّت .اهـ .

ولنتذكّر في هذه العجالة أن الجزاء من جنس العمل .
روى الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : كان بالمدينة أقوام لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس ، فأسكت الله الناس عنهم عيوبهم ، فماتوا ولا عيوب لهم ، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم ، فتكلموا في عيوب الناس ، فأظهر الله عيوباَ لهم ، فلم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا .
وروى الجرجاني في تاريخ جرجان عن أحمد بن الحسن بن هارون أنه قال : أدركت بهذه البلدة أقواما كانت لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس ، فنُسيَت عيوبهم .
قال ابن رجب رحمه الله :
وقد رُوي عن بعض السلف أنه قال : أدركت قوما لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوبا ، وأدركت قوما كانت لهم عيوب ، فكفوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم ، أو كما قال . اهـ .

تَنبيه : حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَرَد بِلَفْظ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ ، فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ جُنَاحٍ . رواه البخاري ومسلم .
وليس فيه " فلا دِية لِعَينه " .

وسبق الجواب عن :
هل مِن السّنّة أن يقوم الصغير أو يُقام من مكانه تقديرا للكبير ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=3062

وسبق :
غضيض الطّرف عن هفواتي
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7843

كُـلُّـك عــورات..

ما بالأم الدرداء مُتبذّلة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4506

ما صحة هذه الأحاديث في فضل نُزول وإكرام الضيف ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=19242

وبالله تعالى التوفيق .


الساعة الآن 04:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى