منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=39)
-   -   كيف ننكر على المتبرّجات مع خوفنا من ردة فعلهن وأذاهنّ ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13918)

نسمات الفجر 27-10-2015 11:09 PM

كيف ننكر على المتبرّجات مع خوفنا من ردة فعلهن وأذاهنّ ؟
 

جزاك الله خير شيخنا الفاضل نشكرك على طيب حديثك
بارك الله فيك وسؤالي هو كيف يمكننا أن نتعامل مع المتبرجات عندما نلتقي بهن في أي مكان وهل يجب علينا إسداء النصيحة لهن حتى وإن كُنّا نخشى من سوء ردة فعلهن ؟

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
بُورِكْتِ .. ووُفِّقْتِ وهُدِيتِ ..

لو تَفَشَّى النُّصْح وانْتَشَر وعَمّ .. ما تَجرَّأت امرأة أن تَتَبَرّج ..
ألسْنَا كثيرا نسمع حُجج كثير من الناس يقولون : ماذا يقول الناس عَنّا ؟!
أحيانا يَتْرُك بعض الناس أشياء من غير قناعة في تركها ، وإنما مَخَافَة الملامَة !
فلو أنّ كُل مُتَبَرِّجة قُوبِلَتْ بِعَشْر يُنْكِرْن عليها .. لَمَا تَجَرَّأت على التَّبَرُّج ..
وهكذا في كل أمر .. ليس فقط في التَّبَرُّج .. بل في كُل مُنْكَر ..
وهذا يَجده أحدنا من نفسه .. لو أنْكَر الناس عليه لِبَاسًا لأجل نوعه أو لونه - ولو كان مُباحًا - فإنه سيتركه لأجل كثرة كلام الناس ..
وما يُنكَر شرعا وعقلا أوْلى وأوجَب بالإنكار ..

ثمّ إن الذي يُريد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يُريد أن يُقابِل شيئا ، ولا يُواجِه رَدَّة فِعْل .. إنما يُريد الجنة من غير بذل ثمن !
والصبر على ما يُصيب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكَر مِمَّا يَرْفع درجته
ولذلك قال لقمان لابنه : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) .
فلا بُد من صَبْر مع الأمر بالمعروف ومع النهي عن المنكَر ..
مع تذكّر أن خيرية هذه الأمّة إنما تتحقق بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر ..
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )

وتأمّلي - رعاك الله - كيف قُدِّم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكَر على الإيمان بالله ..
لأن تحقيق الإيمان بالله يَكون بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكَر ؛ لأن الآمِر ما بَعَثه على الأمر إلا الإيمان بالله ، ولا بَعَثَه على النهي إلا رَجاء ما عند الله .. ولا صَبَر على ما أصابه إلاَّ وهو يَرجو الله والدار الآخرة ..
في بعض الأماكن يحسن أن يصدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المرأة ..
لأن كلام الرجل مع المرأة قد يُوقِع في الحرج .. وقد تكون المرأة لا تهتمّ بما تقول .. فتُنادي على الذي أنكر عليها بأنه يُعاكسها !

تصوري - حماك الله - أنَّ امرأة دخلت سوقا أو مجتمعا نسائيا وهي متبرِّجَة .. فأنكر عليها عشر نساء .. ثم في المرأة الثانية كذلك .. ألا يَحْمِلُها ذلك على ترك ما هي فيه .. ولو من أجل السلامة من الإنكار عليها ؟!
ينبغي أن نستحضر حين الأمر وحين النهي .. أننا لا ننتصر لأنفسنا .. وأن الهدف هو تغيير أو إزالة المنكر .. فإن لم يَكن لا هذا ولا ذاك .. فعلى الأقل ( مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ..

وعلينا بالرِّفْق خاصة في ابتداء الأمر ..
فإن الله يُعطِي على الرِّفق ما لا يُعطِي على غيره ..
وما كان الرِّفق في شيء إلاَّ زانه , وما نُزِع مِن شيء إلاَّ شانه . كما قال عليه الصلاة والسلام .

وكان الله في عونك ..

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 10:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى