منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم القـرآن وعلـومه (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=20)
-   -   ما صحة موضوع : الفرق بين (رحمت الله) و (ورحمة الله) في القرآن ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16578)

نسمات الفجر 19-04-2020 01:37 AM

ما صحة موضوع : الفرق بين (رحمت الله) و (ورحمة الله) في القرآن ؟
 

ما صحة ما ذُكر في (رحمت الله) و (ورحمة الله) بالتاء المفتوحة والمربوطة في القرآن ؟
*ما الفرق بين (رحمت الله .. ورحمة الله)
دخل الدكتور قاعة المحاضرات فكان جهاز العرض فيه خلل لا يعمل فتم تغيير القاعة فعندما دخل أحد الطلاب رأى كلمة (رحمت الله) مكتوبة على السبورة مستنكراً وجود هذا الخطأ اللغوي بين طلاب الجامعة.
فقال الدكتور : من يعرف الفرق بين (رحمت الله) و (رحمة الله) ؟
فقال معظم الطلاب إنه خطأ إملائي !!
فقال الدكتور: الرحمة التي تأتي فيها التاء مفتوحة أو مبسوطة (رحمت)
مفادها أنها رحمة بسطت بعد قبضها وأتت بعد شدة ودائما تكون (مضافة) مباشرة للفظ الجلالة عز وجل
مثــال :
بعد مرور السنين الطويلة، وتعدي الزوجة للسن التي تستطيع أن تحمل وتلد، وتعطي الذرية فيها تأتي البشرى لإبراهيمَ عليه الصلاة السلام وزوجِه.
قال تعالى : (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ)
فتح بعد قبض

وتأتي كذلك استجابة لدعاء زكريا عليه السلام بطلب الولد -
قال تعالى : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)
ثم تأتى بعدها قصة وهب الله ليحي زكريا عليهما السلام.
فتح بعد قبض

وأيضا قال تعالى : (فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فتح بعد قبض

وتدل أيضا التاء المبسوطة على اتساع قدرة الله (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)
أما (الرحمة) التي تأتي فيها التاء مربوطة هي رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد . فالعابد القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة فهو يرجو رحمة ربه في الآخرة ألا وهي الجنة . التي هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا ، وستفتح له يوم القيامة إن شاءالله

قال تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)
رحمة مرجوة

أو هي رحمة موعود بها كما في قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) .
رحمه مرجوة .
_____________________________________


الجواب :

هذا غير دقيق ، وهو مُنتَقِض بما أغفَلَه مِن الآيات ، وبِما ذَكَرَه أهل العِلْم .
مثل قوله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة:218]
وقوله عَزّ وَجَلّ : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:56]
هذه (رَحْمَتَ) التاء فيها مفتوحة .

وقوله تبارك وتعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران:107]
وقوله سبحانه وتعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر:53]

قال الزركشي في " البرهان في علوم القرآن " : فصل : في مَدّ التّاء وَقَبْضِهَا :
وَذَلِك أنّ هَذِه الأَسْمَاء لَمَّا لازَمَت الْفِعْل صَار لَهَا اعْتِبَارَان :
أحَدُهُمَا : مِن حَيْث هي أسْماء وصِفَات ، وهذا تُقبَض مِنه التّاء .
والثاني : مِن حيث أن يكون مُقْتَضَاها فِعلا وأثَرا ظاهِرا في الوجود ؛ فهذا تُمَدّ فيه ، كمَا تُمَدّ في : " قالت " و " حقّت " وجِهة الفِعل والأمْر مِلْكية ظاهِرة ، وجِهة الاسْم والصّفة مَلَكُوتيّة بَاطِنة .
فمن ذلك الرحمة مُدّت في سَبْعة مواضع للعِلّة المذكورة :
بِدَليل قَوله في أحَدها : (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فَوَضعها على التذكير ، فهو الفعل .
وكذلك : (فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ) والأثر هو الفِعل ضَرُورة .
والثالث : (أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ)
والرابع في هود : (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ)
والخامس : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ)
والسادس : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ)
والسابع : (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
ومِنه " النّعْمة " بِالْهَاء إلاّ في أحَد عَشَر مَوضِعًا مُدّت بها : في البقرة : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) وآل عمران ، والمائدة ، وفي إبراهيم مَوْضِعَان ، والنحل ثلاثة مَواضِع ، وفي لُقمان وفَاطِر والطّور .
والْحِكْمة فيها ما ذَكَرْنا : أن الْحَاصِلة بِالفِعل في الوُجُود تُمَدّ ، نَحو قوله في إبراهيم : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) بِدَليل قوله : (إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ، فهذه نِعْمة مُتّصِلة بِالظّلوم الكَفّار في تَنْزِيلِهما ، وهذا بِخِلاف التي في سورة النّحْل : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) كُتِبَت مَقْبُوضَة ؛ لأنها بِمَعنى الاسْم ، بِدَليل قوله : (إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) فَهذه نِعْمَة وَصَلَت مِن الرّبّ ، فَهي مَلُكُوتِيّة خَتَمَها بِاسْمِه عَزّ وَجَلّ ، وخَتَم الأولى بِاسْم الإنسان . اهـ .

ورَحِم الله الإمام أحمد إذْ كان يقول : إياك أن تتكلّم في مسألة ليس لك فيها إمام .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَكُلّ قَوْل يَنْفَرِد به المتأخِّر عن المتقدِّمِين ولم يَسبِقه إليه أحدٌ منهم ؛ فإنه يكون خَطأ . اهـ .

وسبق :
ما صحة هذا الموضوع : الفرق بين الزوجة والمرأة مما ذُكر في القرآن الكريم ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9529

هل يوجد إعجاز بلاغي في القرآن ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11317


والله تعالى أعلم .


المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


الساعة الآن 10:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى