منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم المقـالات والـدروس والخُطب (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=41)
-   -   المـرأة والفـوز (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4567)

*المتفائله* 25-02-2010 10:36 PM

المـرأة والفـوز
 
المرأة نصف المجتمع
لا
بل هي المجتمع كلّـه

على حـدّ مقولة : المرأة نصف المجتمع ، وهي تلد النصف الآخر !

وهي نصف الدِّين لمن ظفِـر بها

قال عليه الصلاة والسلام : من تزوّج فقد استكمل نصف الإيمان ، فليتق الله في النصف الباقي . رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان ، وحسّنه الألباني .

وكأن في هذا إشارة إلى العزاب بنقص دينهم
بل إشارة إلى الرجال جميعاً أن دينهم وإيمانهم لا يكمل إلا ( بامرأة )
فهم بحاجة إلى النصف الآخـر شرعاً وعقلاً وطبعاً .

وليس مجرّد تحصيل حاصل
بل هـو الفـوز والظفـر

أي فـوز تعني ؟

أهـو الفـوز الرياضي ؟؟؟

أم هـو الفـوز الدراسي ؟؟؟

كلا . لا هذا ولا ذاك

بل هـو الفـوز والظّفـر بـ " ذات الدين " بالمرأة المتدينة الصالحة

فإذا تعددت وتنوّعت واختلفت مقاصد الناس في الزواج فعليك بالظفر والفـوز بصاحبة الدِّين

" تُـنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين ترِبَتْ يداك " متفق عليه .

ومعنى تَرِبَتْ يداك : أي التصقتا بالتّراب . كناية عن الفقر .
وهذا من باب الدعاء على من نكح وتزوج لمقصد آخر غير الدّين .

لمــاذا ذات الدّين بالذات ؟؟؟

1 - لأنها خير متاع الدنيا .
" الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " رواه مسلم .

2 - لأنها تُعين على الطاعة .
" ليتخذ أحدكم : قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة "
قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سُئل : أي المال نتخذ ؟ رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .

3 - لأنها من خصال السعادة
" ثلاث من السعادة ، وثلاث من الشقاوة ؛
فمن السعادة : المرأة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .
والدابة تكون وطية فتلحقك بأصحابك .
والدار تكون واسعة كثيرة المرافق .
ومن الشقاوة : المرأة تراها فتسوءك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك .
والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك .
والدار تكون ضيقة قليلة المرافق " رواه الحاكم ، وهو في صحيح الجامع .


4 - لأنها أمان نفسي .
" خير النساء من تسرّ إذا نظر ، وتطيع إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ومالها " رواه الإمام أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .

فأي فوز - بعد تقوى الله - أعظم من الفـوز بامرأة صالحـة ؟؟؟

وها هنا وقفة نفسية مع قوله صلى الله عليه وسلم عن المرأة الصالحة : وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .

يؤكد علماء النفس أن الرجل - أيّاً كان - بحاجة إلى المرأة المتدينة !
والمرأة بحاجة إلى الرجل المتديّن !
لمــاذا ؟؟؟
لأن الدِّين الذي يحمي صاحبه ضرورة من ضرورات الأمن النفسي
وذلك في حالة غياب أحدهما عن الآخر يبقى الـودّ محفوظـاً لا لأجل الطرف الآخر فحسب ، بل لأن المتديّن - حقيقة - يُراقب الله ، ويعلم أن الله مُطّلع عليه .

حدثني طبيب مسلم عربي يُقيم في فرنسا قال :
أول ما أتيت إلى هذه البلاد الأوربية تركت زوجتي وأطفالي في بلدي ريثما أجد السكن المناسب وأُنهي بعض الترتيبات .
قال : فعملت في إحدى المستشفيات ، وفي يوم من الأيام سألتني طبيبة فرنسية :
أين زوجتـك ؟
قال : قلت : في بلدي .
قال : فعرضت عليّ أن أبيت معها على فراشها ولو ليلة واحدة !
( مع أنها ذات زوج ) !!
قال : فرفضت ذلك وبشدّة .
قالت : لمـاذا ؟ وأنت الآن أعزب ؟ وزوجتك بعيدة عنك ؟
قال : لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن ديني ينهاني عن هذا الفعل القبيح .
الثاني : أن عقيدتي تغرس في نفسي مراقبة الله وحده في الخلوة والجلوة .
الثالث : أنني أحفظ الـودّ لزوجتي ، وكما أنني لا أرضى أن تخونني كذلك لا أخونها .
الرابع : أن هذه الأمر ، وهذا الفعل دَيْنٌ مردود على صاحبه .

قال : فرأيت الدهشة على وجهها .

قال صاحبنا الطبيب :

ثم سألتُ تلك الطبيبة :
هل تأمنين زوجك ؟

قالت :
لو كُنت أجلس معه على طاولة واحدة ، فأغمضت عيني لم آمـن خيانته ! وهو كذلك لا يأمنني !

فتأملوا حال أولئك الذين وصفهم العليم بهم بأنهم ( كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا )

ثم تأملوا حال المرأةالمسلمة الصالحة التي تحفظ زوجها وإن غاب عنها السنوات الطوال
فهي :
" لا تخالفه في نفسها ومالها "
وهي :
إن نظر إليها أعجبته ، وإن غاب عنها أمِنها على نفسها وعلى ماله .
" المرأة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك "

إذاً :

الفـوز والظفـر بِذاتِ الدِّين مطلبٌ شرعي ، وضرورة نفسيّـة .

" فاظفـر بِذاتِ الدِّين "

أخيراً :
كالعادة ! سوف أعتذر عن الإطالة .

(هذه خاطرة مكيّـة )

كُتبت في البد الحرام

وأستودعكم الله .
أخوكم .


الساعة الآن 05:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى