منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم الأسرة المسلمة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ما توجيهك لامرأة عَرَضَت نفسها على رجل للزواج ولم يقبل ، وهي تدعو عليه ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15336)

عبد الرحمن السحيم 03-10-2016 07:09 AM

ما توجيهك لامرأة عَرَضَت نفسها على رجل للزواج ولم يقبل ، وهي تدعو عليه ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ
مطلقة عَرَضت نفسها للزواج على رجل متزوج ولم يَقبل بها وأخذت تدعو عليه في صلاتها وتضايقه بالرسائل ، والرجل على خُلق لم يُعاملها بأخلاقها بل تسامى عن أن يقع في المحظور
فما حكم فعل هذه المرأة ؟

وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا على صبركم معنا ..

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كان الأمر كَمَا ذُكِر ، فإن المرأة مُعتَدِيَة ، وآثِمة بِدُعائها على الرَّجل ، وتأثَم إذا كانت تتكلَّم فيه وتَقَع في عِرضه .
فلا يجوز أن تَدْعو على الرَّجل ؛ لأنه لم يَظلِمها ، مما يَظهر مِن السؤال .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويَحْرُم الاعتداء في الدعاء ، لقوله تعالى : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، وقد يكون الاعتداء في نفس الطَّلَب ، وقد يَكون في نفس المطلوب . اهـ .

ولا يَجب على الرَّجل أن يُجيبها إلى سُؤالها ولا أن يُلبّي طَلبها ، فَربّما كانت لا تُناسبه ، أو لم يُكتب له الزواج بها .

والإنسان لا يَدري أين تكون الْخِيرة ، فَرُبَّ شرّ مُعجَّل ، ورُبّ خير مُؤجَّل .
ورُبّ أُمنيّة فيها مَنِيَّة ، ورُبّ " مِحْنَة في طيِّها مِنْحَة " ، كمَا يَقول ابن القيم .

وفي تصرّفها سوء أدب مع الله ، ومَع الرَّجل ، إذا كانت استخارت في أمر زواجها .
لأن خِيرة الله في صَرْفِه عنها ، إذا كان صُرِف ، فهي لم تَرْضَ بِخيرة الله واختياره لها .
ومن الرضا عن الله : أن يرضى العبد اختيار الله له .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : يَستخير أحدكم فيقول: اللهم خِرْ لي ، فيخير الله له فلا يرضى، ولكن ليقل اللهم خِرْ لي برحمتك وعافيتك . ويقول : اللهم اقضِ لي بالحسنى ، ومِن القضاء بالحسنى قَطْع اليد والرِّجل ، وذهاب المال والولد ، ولكن لِيَقُل : اللهم اقضِ لي بالحسنى في يُسر منك وعافية .

وقال ابن عمر : إن الرجل ليستخير الله فيختار له ، فيتسخط على رَبِّه ، فلا يَلْبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له .

وقال قتادة : خِيرة الله للمُؤمن فيما يَكره أكثر مِن خيرته فيما يُحب . رواه عبد الرزاق .

وسبق الجواب عن :
ما صِحّة هذا القول : لا تقولي آمين إذا قيل : الله يعطيك ويَهَب لك ؟

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8734

لماذا يتأخر وقوع العقوبة على الظالم رغم دعاء المظلوم عليه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18521

ما حُكم قول عظم الله أجرك يا وطن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13691

خُطبة جُمعة عن .. (الرضا عن الله )
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13874


ومقال بعنوان :
رُبَّامرئ حَـتْـفُـه فيما تَمَـنّـاه !

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6511


والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 07:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى