هل يجوز أن أمتنع عن الزواج في الدنيا حتى أتزوجه في الآخرة ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
انا فتاة متدينة ولله الحمد، عمري 21 سنة، حدث امر في حياتي سبب لي الضيق الكبير والالم.. ارجو منكم ان تساعدوني.
حكايتي بدأت منذ تزوج اختي، بعد زواجها تعرفت على اخو زوجها ، لم اتكلم معه قط، ولكننا كنا نلتقي عن بعد عند اجتماع العائلتين، وفي المناسبات..
الشاب كان متدينا ، حسن الخلق ،وكثييير البر بوالديه ، مهتما بشؤون اخوته واسرتن ، لكنه كان مريضا بمرض خطير.
في بداية الامر ، وبعد سنة من زواج اختي، كان قد شفي تقريبا من المرض ولم يكن الزواج يمنع عنه..
كنت احس وقتها، عندما كنا نلتقي ، بتلميحات منه ومن عائلته انهم يريدون خطبتي له، لم يقولوها بصريح العبارة ولكن التلميحات تكررت في كثير من المواقف، لم اكترث في بادئ الامر ولكن مع الوقت احببت الامر وتعلقت به، ولاحول ولاقوة الا بالله..
ولكن بعد مرور سنة اخرى، ساءت حالة الشاب، وعاد اليه المرض، ابتعد قليلا... وبعد شهور عدة ، توفي رحمه الله...
انا الان في حيرة من امري، منذ مات وانا في حالة ضيق شديد، حمدت الله عز وجل فكل امر ياتي من عند الله خير، ولكنني لا استطيع نسيانه ، فقد تعلقت به كثيرا، والاكثر من ذلك كل مافي حياتي يذكرني به، اختي.. زوجها..اخواته اللاتي كن لي اعز صديقات...
تفكيري بتزوجي بغيره يؤرقني، لا استطيع ذلك ... لا استطيع

ادري ان الخطأ في بادئ الامر واخره مني، لم يكن علي ان انظر اليه عندما كنا نلتقي، بل كان علي ان ارفض الخروج مع العائلتين وان اجتمع معه في ظروف ومواقف مشتركة..
ولكن الان، مابيدي حيلة، ارجوكم افتوني، هل يجوز لي ان امتنع عن الزواج املا بالزواج منه في الاخرة، هل يجوز لي ان ادعو الله بذلك..هل استطيع التصدق عنه والدعاء له...
فبعد تفكير طويل في اعماقي لم يريح قلبي الا هذا الشيء، هل يجوز لي ذلك؟؟؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

يجوز للفتاة ترك الزواج ؛ إلاّ إذا كانت تخشى على نفسها الفتنة .
ويجوز للمرأة ترك الزواج بعد وفاة زوجها رغبة أن تكون زوجته في الجنة .
قال حذيفة رضي الله عنه لامرأته : إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوَّجِي بعدي .

وأوصيك بتقوى الله ، وأن تستخيري ، وتنظري نظرة تفاؤل ، وفكّري في نفسك وفي مُستقبل الأيام ، إذا تفرّق الناس مِن حولك ، ومات مَن مات ، وبَقِيت وَحِيدة وَقتها .
وأن لا تذهب نفسك حسرات على مَن مات .

وقد قالت أم سُليم رضي الله عنها لأبي طلحة رضي الله عنه : يا أبا طلحة ، ألَم تَر إلى آل فلان استعاروا عارية فتمتّعوا بها ، فلما طلبت كأنهم كَرِهوا ذاك . قال : ما أنصفوا ، قالت : فإن ابنك كان عارِية من الله تبارك وتعالى ، وإن الله قبضه ، فاسْتَرْجَع وحَمِد الله . رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم .

قال القاسم بن محمد : هلكت امرأة لي ، فأتاني محمد بن كعب القُرظي يُعزّيني بها ، فقال : إنه كان في بني إسرائيل رَجل فَقِيه عالِم عابد مجتهد ، وكانت له امرأة ، وكان بها مُعجَبا ولها مُحِبًّا ، فماتت فوَجَد عليها وَجْدا شديدا ، ولقي عليها أسَفا ، حتى خَلا في بيت ، وغَلّق على نفسه ، واحتجب مِن الناس ، فلم يكن يدخل عليه أحد . وإن امرأة سمعت به فجاءته ، فقالت : إن لي إليه حاجة أسْتَفْتِيه فيها ، ليس يَجْزِيني فيها إلاّ مُشَافَهته ، فَذَهب الناس ، ولَزِمَت بَابه ، وقالت : ما لِي مِنه بُدّ ، فقال له قائل : إن هاهنا امرأة أرادت أن تَسْتَفْتيك ، وقالت : إن أردت إلاّ مُشَافَهته وقد ذهب الناس ، وهي لا تُفارِق الباب . فقال : ائذنوا لها . فَدَخَلَت عليه ، فقالت : إني جئتك أسْتَفْتِيك في أمر . قال : وما هو ؟ قالت : إني استعرت مِن جارة لي حُلِيًّا ، فكُنت ألْبَسه وأُعِيره زمانا ، ثم إنهم أرْسَلوا إليّ فيه ، أفأُؤدّيه إليهم ؟ فقال : نعم ، والله . فقالت : إنه قد مَكَث عندي زمانا ، فقال : ذلك أحقّ لِرَدّك إياه إليهم ، حين أعاروكيه زمانا ، فقالت : إي يَرحمك الله ، أفتأسف على ما أعارَك الله ، ثم أخذه منك ، وهو أحق به مِنك؟ فأبْصَر ما كان فيه ونَفَعه الله بِقَولِها . رواه الإمام مالك في الموطأ .

قال ابن عبد البر : هذا خَبر حَسن عجيب في التعازي ... وليس فيه ما يحتاج إلى شرح ولا تفسير ولا اجتهاد . اهـ .

وسبق الجواب عن :
ما الأسباب الْمُعِينة على تقبُّل القضاء والقدر والرضا به ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=29792

هل لها أجر إن صبرت عن الزواج ؟
http://almeshkat.com/vb/showthread.php?t=34451

سؤال عن حجاب المرأة وزواجها في الجنة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4424

الحَمد لله .. ماتَ ابني
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6166

والله تعالى أعلم .