هل لي أن أتهم راوي ثقة بالوهم بمجرد مخالفته للثقات ؟
سماحة فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم نضر الله وجهكم و رفع قدركم و حفظ لنا علمكم و لا حرمنا من دعائكم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته لي سؤال حفظكم الله تعالى في رواية واحدة فقط ذكر راوي للحديث نفسه بلفظ أذنبت (تم ترجمتها إلى الإنجليزية في كتب الفقه) و الرواية عند ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصلاة جُمَّاعُ أَبْوَابِ التَّطَوُّعِ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ بَابُ ذكرنا لها باب اسْتِحْبَابِ الصَّلاةِ عِنْدَ الذَّنْبِ يُحْدِثُهُ ... قال رحمه الله رقم الحديث: 1148 (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَدَعَا بِلالا ، فَقَالَ :" يَا بِلالُ ! بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ ، إِنِّي دَخَلْتُ الْبَارِحَةَ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي " ، فَقَالَ بِلالٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَذْنَبْتُ قَطُّ إِلا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِهَذَا " . فهل لي أن أتهم يعقوب بن إبراهيم الدورقي بالوهم رغم جلالته و انه ثقة حافظ صدوق فجميع من روى هذا الحديث عن علي بن الحسن بن شقيق بلفظ أذنت و كذلك من روى الحديث عن الحسين بن واقد مثل زيد بن الحباب كما عند أحمد في فضائل الصحابة رقم الحديث: 1532 و في مسنده في مسند الأنصار حديث بريدة الأسلمي. أم للحديث شواهد أخرى بهذا اللفظ؟! لا حرمني الله من التعلم منك اللهم إني أسألك لشيخنا و لمن أحبه من كل خير سأل منه المصطفى صلى الله عليه و سلم و أعوذ بك له و لمن أحبه في الله (و إنك تعلم أني أحبه) من كل شر استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بِمثل ما دعوت . لا يَحسن اتِّهام الثقة بالوَهم ، إلاّ إذا لم يَتَوَجَّه الاتِّهام إلى مَن هو دُونه في التوثيق ، وإن كان الثقة قد يَهم ، وقد يُخطئ ، فإن مدار تعليل الأحاديث على أوهام الثقات . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَكَمَا أَنَّهُمْ يَسْتَشْهِدُونَ وَيَعْتَبِرُونَ بِحَدِيثِ الَّذِي فِيهِ سُوءُ حِفْظٍ فَإِنَّهُمْ أَيْضًا يُضَعِّفُونَ مِنْ حَدِيثِ الثِّقَةِ الصَّدُوقِ الضَّابِطِ أَشْيَاءَ تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ غَلِطَ فِيهَا بِأُمُورِ يَسْتَدِلُّونَ بِهَا وَيُسَمُّونَ هَذَا " عِلْمَ عِلَلِ الْحَدِيثِ " وَهُوَ مِنْ أَشْرَفِ عُلُومِهِمْ بِحَيْثُ يَكُونُ الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ ثِقَةٌ ضَابِطٌ وَغَلِطَ فِيهِ ، وَغَلَطُهُ فِيهِ عُرِفَ . اهـ . وهذا الحديث قال الشيخ الألباني عن قوله " ما أذنبت قط إلاّ صليت ركعتين " – قال : كذا وقع للمصنف رحمه الله ، وترجم له بما سبق ، ووقع في المسند وغيره " أذَّنت " مِن التأذين ، وهو الصواب ، كما نَبَّهْتُ عليه في تخريج الترغيب . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 06:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى