منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم القـرآن وعلـومه (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=20)
-   -   ما تفسير الآية (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات ....) ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10228)

راجية العفو 23-10-2012 04:34 PM

ما تفسير الآية (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات ....) ؟
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ ممكن تفسر لي الآية التالية في سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) صدق الله العظيم


http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال البغوي في تفسيره :
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ) التي يفتخر بها عُتبة وأصحابه الأغنياء ، (زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ليست مِن زاد الآخرة .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : المال والبنون حَرْث الدنيا ، والأعمال الصالحة حَرْث الآخرة ، وقد يجمعها الله لأقوام .
(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) اختلفوا فيها ؛ فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد : هي قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ...
وقال سعيد بن جبير ومسروق وإبراهيم : "الباقيات الصالحات" هي : الصلوات الخمس . ويُرْوَى هذا عن ابن عباس .
وعنه رواية أخرى : أنها الأعمال الصالحة ، وهو قول قتادة .
وقال : قوله تعالى : (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا) ، أي : جزاء المراد ، (وَخَيْرٌ أَمَلا) ، أي : ما يَأمَله الإنسان . اهـ .

وقال القرطبي في تفسيره : وإنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، لأن في المال جَمَالاً ونَفْعًا ، وفي البنين قوة ودَفْعًا ، فصارا زينة الحياة الدنيا ، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين ؛ لأن المعنى : المال والبنون زينة هذه الحياة الْمُحْتَقَرة فلا تتبعوها نفوسكم . وهو ردّ على عُيينة بن حِصن وأمثاله لَمَّا افتخروا بالغِنى والشرف ، فأخبر تعالى أن ما كان مِن زينة الحياة الدنيا فهو غرور يَمُرّ ولا يبقى ، كالْهَشِيم حين ذَرَته الريح ؛ إنما يبقى ما كان مِن زاد القبر وعدد الآخرة . اهـ .

وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذُوا جُنَّتَكُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ ، قَوْلُ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ . رواه النسائي في " الكبرى " ، وصححه الألباني .

والمعنى : أن المال والبنين زِينة زائلة ، وما عند ربك مِن الثواب على صالح الأعمال خير وأبقى .
ففيه الحثّ على طلب ما يَبْقَى ، وعدم التعلّق بِمَا يزُول ويَفْنى .

وسبق :
ما حُكم قول " صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=585

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



الساعة الآن 03:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى