منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم أراشيف الفتاوى المكررة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=42)
-   -   شخص يقول : لو قابلني أحد المشركين يجب عليّ ألا أكلمه في العقيدة ، وإذ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5436)

رولينا 01-03-2010 07:57 PM

شخص يقول : لو قابلني أحد المشركين يجب عليّ ألا أكلمه في العقيدة ، وإذ
 
يقول أحد عناصر التبليغ :

إنه لو قابلني أحد المشركين يجب عليّ ألا أكلمه في العقيدة ، وإذا استطعت أن أجعله يُصلي أولاً فهذا أفضل ، علما بأن المشرك هذا ليس من خارج المسلمين ، ولكنه صوفي يعبد المقابر .
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

هذا قصور في الفهم ، وقِلّة في العِلم ، فإن الصلاة لا تُقبَل ممن كان مُشرِكاً ، لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) .
فالشِّرك يُحبِط العمل .
والْمُشْرِك لا تنفعه صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا حج ولا جهاد في سبيل الله .
فَلَو صلّى لم تنفعه صلاته طالما أنه مُشرِك ؛ لأن الشرك يُحبِط العمل .
فيجب تصحيح العقيدة قبل تصحيح العبادة .

وقوله : " يجب عليّ ألا أكلمه في العقيدة " .
نقول له : يجب أن تُكلِّمه أول ما تُكلِّمه في العقيدة ، لأن التوحيد ومعرفة الله والبراءة من الشِّرك أول واجب على المكلَّف .
قال الشيخ حافظ حَكمي رحمه الله :
أول واجِـبعلى العبيد *** معرفـة الرحمـن بالتوحيد
إذ هو من كل الأوامر أعظم *** وهو نوعان أيا من يفهم
إثبات ذات الرب جل وعلا *** أسمائه الحسنى صفاته العلى
وأنـه الربّ الجليل الأكبر *** الخالـق البارئ والمصَـور

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يُكلِّم الناس بالتوحيد ، بل إنه مَكَث في مكة ثلاث عشرة سنة يَدعو الناس إلى توحيد الله .
وقد يقول قائل : هذا كان بالنسبة لدعوة المشركين ، ونحن نتكلّم عن المسلِم الذي وقع في الشِّرك .
والجواب عن هذا :
أن يُقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكَر على أصحابه الذين قالوا كلمة واحدة ، شابَهوا فيها المشركين ، وذلك لِحدَاثَة إسلامهم .
روى الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه أنهم خرجوا عن مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين قال : وكان للكفار سِدرة يَعكفون عندها ويُعَلِّقُون بها أسلحتهم ، يُقال لها : ذات أنواط . قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ، فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى : ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) إنها السنن ! لتركبن سنن من كان قبلكم سُنة سُنة .

فهؤلاء الأخيار الذين أسلموا ، وصَحِبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُجاملهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر ، بل إنه عليه الصلاة والسلام أنكَر عليهم قولهم .
وهذا يَردّ قول القائل : إنه يجب عليه أن لا يُكلِّمه في العقيدة .

وأنكَر عليه الصلاة والسلام قيام أصحابه وهو عليه الصلاة والسلام جالس ، فقال لهم : ولا تقوموا وهو جالس كما تفعل أهل فارس بعظمائها . رواه أبو داود .

وأنكَر النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ سُجوده له عليه الصلاة والسلام .
روى الإمام أحمد وابن ماجه من طريق عبد الله بن أبي أوفى قال : لما قَدِم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم . قال : ما هذا يا معاذ ؟ قال : أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تفعلوا .. الحديث .

إلى غير ذلك مما يَرُدّ هذا القول جُملة وتفصيلا !

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



ناصرة السنة 21-03-2010 05:59 PM

بارك الله فيك اختاه

الموضوع هنا
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3961


الساعة الآن 02:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى