منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   كيف نتصرّف مع الأقارب الذين يحملون في قلوبهم الحسد والحقد ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14137)

نسمات الفجر 14-01-2016 09:22 AM

كيف نتصرّف مع الأقارب الذين يحملون في قلوبهم الحسد والحقد ؟
 

سبق وسألتُ عن الحسد وكيف يجب التصرف مع الحاسد فأوضحتَ أنه يجب الابتعاد عنه ولكن ماذا لو كانوا من الأهل للأسف ولو كان معروفًا عنهم الكذب واتهام الناس في أخلاقهم وشرفهم ونقل الكلام غير الصحيح وكره الخير للغير هل يجب الابتعاد عنهم أم مجاراتهم حتى في تماديهم لأنهم يعلمون أن أهلهم لا يحاسبونهم ولن يتخذوا موقفًا معهم أم يجب اتخاذ موقف ليتوقفوا عن ما يفعلوه بالناس؟
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان)؟ هل يجب مساندتهم لأنهم من الأهل أم يجب الوقوف مع من تضرروا من المسلمين بالحق على رغم تماديهم في الإساءة للناس؟ وما معنى فبقلبه وذلك أضعف الايمان؟

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

أما مُجاراة الحاسد فلا تجوز ؛ لأن النار لا تُطفأ بالنار ، والشرّ لا يُقابل بالشر ، وإنما تُطفأ النار بالماء ، ويُقابل الشرّ بالخير ، حتى يكون الباغي هو النادم .

ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة ، كيف كان يُحبّ الخير للناس أجمع ، وكيف كانت اليهود تحسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قال تعالى إخبارا عنهم : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) .
قال ابن كثير : يعني بذلك حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة . اهـ .
وهو عليه الصلاة والسلام مع ذلك كله يُحسِن إليهم ، ويحرص على دعوتهم إلى الخير .
ففي صحيح البخاري من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطِعْ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسْلَم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار .

وإيقاف الحاسد عن حسده وبَغْيِه من نُصرته ، كما قال عليه الصلاة والسلام : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ . رواه البخاري .

وأما معنى : " فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " ، أي : أن يكون الإنكار بِالقَلْب ، وذلك الذي لا يُعذر أحد بِتركه .
قال النووي : مَعْنَاهُ فَلْيَكْرَهْهُ بِقَلْبِهِ . وَلَيْسَ ذَلِكَ بِإِزَالَةٍ وَتَغْيِيرٍ مِنْهُ لِلْمُنْكَرِ وَلَكِنَّهُ هُوَ الَّذِي فِي وُسْعِهِ .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 02:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى