منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=39)
-   -   ما هي النية الصالحة التي ينبغي استصحابها في تعلّم العِلْم الشرعي ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2309)

راجية العفو 16-02-2010 10:02 PM

ما هي النية الصالحة التي ينبغي استصحابها في تعلّم العِلْم الشرعي ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب
ما هى النية الصالحة التى على المرء استصحابها فى مثل هذه الاعمال
1_تعلم العلم بشتى فروعه والتوسع فى ذلك
2- الفتيا
3- تعليم العلم
وكيف الاخلاص فى كل هذا ؟؟؟؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .

النية والاحتساب في تعلّم العِلْم الشرعي ، تكون في :
- رَفع الجهل عن النفس ، والدخول في سِلك المتعلِّمين ، لقوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) .
والخلاص مِن شؤم الجهل ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذِكْر الله وما وَالاه أو عالِم أو متعلم . رواه الترمذي وابن ماجه .

- أن يََعبد الله على بصيرة ؛ لأن العامل بلا بصيرة قد يتعبّد لله بأشياء يظنها تقرّبه إلى الله ، وهي تُباعده منه .
والعامل على بصيرة يختصر الوقت ، ويُحصّل الأجور العظيمة في الأعمال اليسيرة ؛ لأنه على عِلْم بما يُقرّبه إلى الله .

- محبة أهل العلم ؛ لأن كل إنسان يُحِبّ أهل صنعته ، والتّشبّه بأهل الفلاح ، وأن يُحشر الإنسان مع العلماء ؛ فالمرء مع من أحبّ ، كما في الصحيحين . وأن يكون مِن ومع ورثة الأنبياء ..
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : اطلبوا العلم ، فإن عجزتم ، فأحبوا أهله ، فإن لم تُحبوهم فلا تبغضوهم .

وقال عَوْن بن عَبْدِ اللَّهِ : حَدَّثْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ : إِنِ اسْتَطَعْتَ فَكُنْ عَالِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَكُنْ مُتَعَلِّمًا ، وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَأَحِبَّهُمْ ، وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَلا تَبْغَضْهُمْ . فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَخْرَجًا إِنْ قَبِلَ .

وفي بعض الآثار : اغُدُ عَالِمًا أو مُتعلمًا أو مستمعًا أو مُحبًَّا ، ولا تكن الخامسة فتهلك .
قال ابن عبد البر : الخامسة التي فيها الهلاك : مُعاداة العلماء وبُغضهم ، ومَن لم يُحبهم فقد أبغضهم أو قارَب ذلك ، وفيه الهلاك .
(جامع بيان العلم وفضله ، لابن عبد البر)


- إصابة دعوة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بِنضارة الوَجه ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : نضّـر الله امرأ سَمع مقالتي فوعاها ، ثم أدّاها إلى مَن لم يسمعها ، فرُبّ حامل فقه لا فقه له ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . رواه الإمام أحمد وغيره .

- صلاة الله وملائكته ومخلوقاته على مُعلِّم الناس الخير
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الْحوت ؛ لَيُصَلُّون على مُعَلِّم الناس الخير . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
وفي الحديث الآخر :

من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر للعالم مَن في السماوات والأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كَفَضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء هم ورثة الأنبياء ، لم يُورِّثوا دينارا ولا درهما ، وإنما وَرَّثوا العِلم ، فمن أخذ به ، أخذ بِحَظٍّ وافِر . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وصححه الألباني .
ثم روى الترمذي عَقِبه قَول الفُضَيْلِ بن عِيَاضٍ : عَالِمٌ عَامِلٌ مُعَلِّمٌ يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ .


- طالب العِلم يٍستغفر لكم كل شيء ..
قال زِرُّ بنُ حُبَيْش : أتيت صفوان بن عسَّال المرادي ، فقال : ما جاء بك ؟ قلت : جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ .
قال : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْته فِي طَلَبِ الْعِلْمِ إِلاّ وَضَعَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .


- الاغتباط بِتعلّم العلم ونشره .
قال عليه الصلاة والسلام : لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا . رواه البخاري ومسلم .
وبثّ العِلْم مِن أفضل وأجل الأعمال .
قال ابن المبارك : لا أعلم بعد النبوة أفْضل مِن بَثّ العِلْم .

- أن طَلَبَة العِلْم هُم وَصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيأتيكم أقوام يَطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبا مرحبا بِوَصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه ابن ماجه ، وحسّنه الألباني .

- التعبّد لله بتعلّم العِلْم .
روى الخطيب وأبو نعيم وغيرهما عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
تعلّموا العِلم فإن تعلمه لله خشية ، وطلبَه عبادة ، ومدارستَه تسبيح ، والبحثَ عنه جهاد ، وتعليمَه لمن لا يحسنه صدقة ، وبذلَه لأهله قُربة ، به يُعرف الله ويعبد ، وبِه يُوحَّد ، وبِه يُعرف الحلال من الحرام ، وتوصل الأرحام ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على السراء والمعين على الضراء، والوزير عند الإخلاء ، والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواما فيجعلُهم في الخير قادةً وسادة يُقتدى بهم ، أدلةً في الخير تُقتص آثارهم وترمق أفعالهم ، وتَرغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتهم تمسحهم ، يستغفر لهم كلُّ رطب ويابس حتى حيتانُ البحر وهوامُّه وسباع البر وأنعامُه ، والسماء ونجومُها ، والعلم حياة القلوب من العمى ، ونور للأبصار من الظُّلَم ، وقوة للأبدان من الضعف ، يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى ، التفكر فيه يُعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، وهو إمام للعمل ، والعمل تابعه ، يُلْهمُـه السعداء ، ويُحْرَمُـه الأشقياء .

قال ابن وهب : كنت بين يدي مالك رضي الله عنه فَوَضَعْتُ ألواحي وقُمتُ أُصَلِّي ، فقال : ما الذي قُمتَ إليه بأفضل مما قُمْتَ عنه .

قال الإمام النووي : اعلم أن التعليم هو الأصل الذي به قِوام الدِّين ، وبه يُؤمَن إمِّحَاق العِلم ؛ فهو مِن أهم أمور الدَّين ، وأعظم العبادات ، وآكد فروض الكفايات .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَتَعَلُّمُ الْعِلْمِ وَتَعْلِيمُهُ يَدْخُلُ بَعْضُهُ فِي الْجِهَادِ ، وَأَنَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْجِهَادِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ .

وقال ابن القيم عن العِلم :
وهو إمام والعمل مأموم ، وهو قائد والعمل تابِع ، وهو الصاحب في الغُربة ، والْمُحَدِّث في الخلوة ، والأنيس في الوحشة ، والكاشِف عن الشبهة ، والغِنَى الذي لا فَقْرَ على من ظَفِرَ بكنْزِه ، والكَنَف الذي لا ضيعة على من آوى إلى حِرزِه . مذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وطلبه قُربة ، وبذله صدقة ، ومدارسته تُعْدَل بالصيام والقيام ، والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام .
قال الإمام أحمد رضي الله عنه : الناس إلى العِلْم أحوج منهم إلى الطعام والشراب ؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين ، وحاجته إلى العلم بِعَدَدِ أنفاسه .
قال : وروينا عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال : طَلب العِلم أفضل من صلاة النافلة . ونصّ على ذلك أبو حنيفة رضي الله عنه . اهـ .

- الذبّ عن دِين الله والدفاع عنه ؛ وإذا كان من يذب عن عرض أخيه يُعتقه الله من النار ؛ فالذبّ عن دين الله وعن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم .
قال ابن القيم : فالمدافعة عن كلام الله ورسوله والذبّ عنه مِن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله وأنفعها للعبد . اهـ .

سُلوك السبيل المُوصلة إلى الجنة .
قال عليه الصلاة والسلام : مَن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة . رواه مسلم .

والخلاص في الإخلاص ، والإخلاص أن لا يعمل الإنسان إلاَّ لِوجه الله ، ولا يقصد إلاّ رِضا الله ، وأن يعلم أن الناس لا يملكون لأنفسهم - فضلا عن غيرهم - ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .

قال ابن القيم : الْعَمَل بِغَيْر إخلاص وَلا اقْتِدَاء ؛ كالمسافر يمْلأ جرابه رَمْلاً يُثقله وَلا يَنْفَعهُ .

وهنا :
الخلاص في الإخلاص
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7936

وسبق :
هل أصحاب المنتديات وهُم هَمْزة وَصْل بين السائل والشيخ لهم أجر في ذلك ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=751

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم


الساعة الآن 10:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى