ينتشر بين الفتيات الآن مواضيع للحث على الإكثار من الصلاة والدعاء
 

السلام عليكم والدي الشيخ ورحمة الله وبركاته
لعلكم بخير وصحة وفي أتم حال بفضل الله
ينتشر بين الفتيات الآن مواضيع للحث على الإكثار من الصلاة والدعاء بنية أن يرزقهن الله بالزوج الصالح
والفكرة تتلخص في أداء العبادات والالتزام بالسنن والدعاء لبعضهن بظاهر الغيب..
في حين أن البعض الآخر يرى مثل هذه الموضوعات بدعة ويهاجمها
وهذا نموذج لأحد هذه المواضيع
أولا الواجب العملي
1- الصيام
إن شاء الله يوم الخميس والاثنين والاجتماع على الدعاء وقت الأذان وعند الإفطار
2- يوم الجمعة
القيام ليلة الجمعة والدعاء مع كل ركعتين حتى صلاة الفجر
قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وقبل صلاة المغرب والدعاء كل ساعة في يوم الجمعة
لا يفوت ساعة من غير دعاء
دلت السنة الصحيحة على أن في الجمعة ساعة إجابة ، لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه ، كما في الحديث الذي رواه البخاري (5295) ومسلم (852) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ ) .
3- القرآن الكريم
بخصوص القرآن قراءة القرآن واجبة كل يوم بحد أدنى صفحة
والتسبيح والأذكار واجبة بعد كل صلاة وفي أوقات الأذكار
وحفظ سورة تبارك
4- قيام الليل
5- الدعاء اليومي
وهو تخصيص كل يوم لبنت من البنات للدعاء لها وقت الإفطار وفي السجود وبين الأذان والإقامة والثلث الآخر من الليل وكل وقت
وكل بنت تدخل وتقول الدعاء الذي تريده لندعى لها
والله المستعان
فما رأي سماحتكم في ذلك.. جزاك الله عنا خيرا
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

أما الاستغفار بِنِيّة الرزق ، أو حصول النصيب ، أو أن يُرزق الإنسان الأولاد ؛ فهذا مشروع .

وسبق :
هل يجوز الإكثار مِـن الاستغفار بنيّـة تحقيق أمر ما ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=6445


وأما الصلاة فيُشرع للإنسان أن يُصلّي من أجل جَلْب نفع أو دفع ضُرّ .
وكان مِن هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا حَزَبه أمْر صَلّى . كما في مسند أحمد وسنن أبي داود مِن حديث حذيفة رضي الله عنه . وقال الشيخ الألباني : حسن .
وجاء هذا عن السلف .
فقد نُعِي إلى ابن عباس أخوه قُثَم وهو في سَفر ، فاسترجع وتنحَى عن الطريق وصَلَّى ، ثم انصرف إلى راحلته وهو يقرأ : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) . رواه ابن جرير في تفسيره .

وقد أجمع العلماء على أنه لا يُصلِّي أحد عن أحد ، كما قال ابن عبد البر .
فلا يصحّ أن تُصلّي فتاة لتحقيق أمر لِفتاة أخرى . ومثله الصيام .

وما ذُكِر عن التواعد على صيام يوم مُعين ، والاتفاق على الدعاء في ساعة مُعينة ، بِدعة لا أصل له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الاجتماع على الطاعات والعبادات نوعان :
أحدهما : سُنة رَاتِبة ، إما واجب وإما مُستحب ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح ، فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة .
والثاني : ما ليس بِسُنَّة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع مثل قيام الليل ، أو على قراءة قرآن ، أو ذِكر الله ، أو دعاء ، فهذا لا بأس به إذا لم يُتَّخَذ عادة راتبة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى التطوع في جماعة أحيانا ولم يُداوم عليه إلا ما ذُكِر ، وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمَرُوا واحدا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون ... فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالي على صلاة تطوّع من غير أن يتّخِذوا ذلك عادة راتبة تُشبِه السنة الراتبة لم يُكره ، لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لِمَا فيه من تغيير الشريعة ، وتشبيه غير المشروع بالمشروع ، ولو ساغ ذلك لساغ أن يُعمل صلاة أخرى وقت الضحى ، أو بين الظهر والعصر ، أو تراويح في شعبان . اهـ .

وكذلك لا يصح تخصيص ليلة الجمعة بِقيام .
فقولهم : (القيام ليلة الجمعة والدعاء مع كل ركعتين حتى صلاة الفجر) ، مُخالف لِهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن تخصيص ليلة الجمعة بِقيام ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا تَخُصُّوا ليلة الجمعة بقيام مِن بين الليالي ، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام مِن بين الأيام ، إلاَّ أن يكون في صوم يصومه أحدكم . رواه مسلم

ولا يجوز إيجاب ما لم يُوجبه الله على عباده ، مثل هذا : (قراءة القرآن واجبة كل يوم بحد أدنى صفحة .. والتسبيح والأذكار واجبة بعد كل صلاة وفي أوقات الأذكار)

ولا يصحّ تخصيص كل يوم يُدعى فيه لواحدة من الأخوات ..
لأن العبادات توقيفية ، فلا يُخصص منها شيء بغير دليل .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم