منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم القـرآن وعلـومه (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=20)
-   -   مَن الذي يحقّ له تفسير القرآن الكريم ؟ وهل يمكن لعامة الناس تفسيره ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12836)

نسمات الفجر 07-01-2015 08:13 PM

مَن الذي يحقّ له تفسير القرآن الكريم ؟ وهل يمكن لعامة الناس تفسيره ؟
 

السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
عندي استفسار أرغب أن أجد له توضيح وجزيتم عني وعن من يستفيد من هذا الموضوع خير الجزاء
من يحق له تفسير القرآن ؟وهل يمكن لعامة الناس ( والمتعلمين بغير مجال القرآن وعلومه ) تفسيره وتأويله ؟!

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا يجوز لأحد أن يتكلّم في تفسير القرآن إلاَّ بِعِلْم ؛ لأن الْمُتكلِّم في تفسير القرآن يَكشِف عن مُراد الله .
ولذا كان السلف يُشدِّدون في تفسير القرآن .
قال الإمام مالك بن أنس : لا أُوتي بِرَجُلٍ غير عالم بِلُغَاتِ العَرَب يُفَسِّر كِتاب الله إلاَّ جَعَلْتُه نَكَالاً .

ولَمَّا كَان القُرْآن الكَرِيم نَزَل بِلُغَة العَرَب ، (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) ، كَان مِن شُرَوط الْمُفَسِّر أن يَكُون على دِرَاية باللغَة العَرَبية .
روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن ابن عباس قولَه : تَفْسِير القُرآن على أرْبَعَة وُجُوه :
تَفْسِيرٌ تَعْلَمه العُلَمَاء ، وتَفْسِيرٌ تَعْرِفُه العَرَب ، وتَفْسِيرٌ لا يُعْذَر أحَد بِجَهَالَته - يَقول : مِن الْحَلال والْحَرَام - وتَفْسِيرٌ لا يَعْلَم تَأويلَه إلاَّ الله ، مَن ادّعَى عِلْمه فهو كَاذِب .
قال الزركشي : وهذا تَقسْيِم صَحِيح . فأمَّا الذي تَعْرِفُه العَرَب فهو الذي يُرْجَع فيه إلى لِسَانِهم ، وذلك شَأن اللغَة والإعْرَاب .
فأمَّا اللغَة فَعَلَى الْمُفَسِّر مَعْرِفَة مَعَانِيها ومُسَمَّيَات أسْمَائها " . اهـ .

إلاَّ أنَّ القَول بِتَفْسِير القُرآن بِلغُة العَرَب لا بُدَّ له مِن قَيد ، وهو أنْ يَجْرِي على أصُول الْمُفُسِّرِين ، وأن لا يَكون نَتِيجَة مُسَارَعَة في تَفْسِير القُرآن بِظَاهِر العَرَبِيَّة .
" فَمَن لَم يُحْكِم ظَاهِر التَّفْسِير وبَادَر إلى اسْتِنْبَاط الْمَعَاني بِمُجَرَّد فَهْم العَرَبية كَثُر غَلَطُه ، ودَخَل في زُمرَة مَن فَسَّر القُرآن بالرَّأي ، والنَّقْل والسَّمَاع لا بُدّ لَه مِنه في ظَاهِر التَّفْسِير أوَّلاً لِيَتّقِي به مَواضِع الغَلَط ، ثم بعد ذلك يَتَّسِع الفَهْم والاسْتِنْبَاط " . قاله القرطبي .
وعلى هذا يُحْمَل مَا جَاء عن السَّلَف مِن كَرَاهة تَفْسِير القُرْآن بْمُقْتَضَى اللغَة وحدها .

وقد وضع العلماء شُروطا للمفسِّر .
قال الزركشي في البرهان : للناظر في القرآن لِطلب التفسير مآخذ كثيرة ، أمهاتها أربعة :
الأول : النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الطراز الأول لكن يجب الحذر من الضعيف فيه والموضوع فإنه كثير ..
الثاني : الأخذ بقول الصحابي ، فإن تفسيره عندهم بِمَنْزِلة المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ...
الثالث : الأخذ بمطلق اللغة ، فإن القرآن نزل بلسان عربي مبين ...
الرابع : التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوة الشرع ...

ومن ذلك :
صِحّة اعتقاد المفسِّر ؛ لأن للعقيدة تأثيرا على التفسير .
وأن يعرِف الناسخ والمنسوخ ، والخاص والعام ، وغيرها من أفانين القرآن ، التي تُعين المفسِّر على تفسير القرآن تفسيرا صحيحا من غير أن يخرج عن دلالة القرآن .

قال الإمام الشاطبي : فإن القرآن والسنة لما كانا عربيين لم يكن لينظر فيهما إلاَّ عربي ، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يَحِلّ له أن يتكلم فيهما ، إذ لا يصح له نَظر حتى يكون عالِمًا بهما ، فإنه إذا كان كذلك لم يختلف عليه شيء مِن الشريعة . اهـ .

وقد ذكر السيوطي في " الإتقان " شروط المفسِّر وآدابه .
وفيها رسائل علمية .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 06:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى