|
كيف نجمع بين هاتين الآيتين في حبوط عمل من مات على الشرك وبين المغفرة وتبديل السيئات حسنات؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أحسن الله إليكم شيخنا الكريم
قال تعالى : "ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ، وقال تعالى : "وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِيْنِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُوْنَ". منطوق هذه الآية ان الأعمال مفقودة, لكن فى الآية الأخرى قال تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا". و منطوق هذه الآية أن الأعمال تُبدل وسيئة تبدل حسنة كيف فهم صحيح فضيلة الشيخ؟ جزاكم الله عنا خيرا |
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . الآية الأولى فيمن مات على الشرك ؛ فإن الله لا يَغفر له ، كما في آيات سورة النساء : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) ، وفي الآية الثانية : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا) . إلى غير ذلك مِن الأدلة الصريحة الدالة على أن الله لا يغفر الشرك إلاّ بالتوبة . والآية الثانية – آية سورة الزمر - مَشروطة بالتوبة مع الإيمان والعمل الصالح : (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) . وعند أهل السنة لا يُحبط الأعمال بالكُلية إلاّ الشرك . ثم اختلفوا : هل تحبط الأعمال بِمجرّد الشرك أو الرِّّدَّة ، أوْ لا تحبط إلاّ أعمال مَن مات على الشرك ؟ وسبق الجواب عن : ما هي محبطات الأعمال ؟ وكيف نحقق الإخلاص ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18875 هل فعلا يكفر مَن يستحلّ مُحرَّما رغم كونه مِن المسلمين ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3354 إشكال حول مسألة العذر بالجهل لمن وقع في الشرك http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14297 هل تُرجى توبة مَن لعنه الله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11780 ما هي الأعمال التي تورث صاحبها مقعدًا مِن النار ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13578 ما هي الذنوب التي يَجعل الله حسنات صاحبها يوم القيامة هباء منثورا ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4926 والله تعالى أعلم . |
| الساعة الآن 01:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى