سؤال عن القرائن في أمور العقيدة
 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني أود منكم إفادتي عما يأتي _ جزاكم الله خيرا _ :
مـاالمقصود (( بالقرينة )) ؟
وهل يؤخذ بها في أمور العقائد ؟
حبذا ذكر أقوال العلماء في ذلك ، مع الإحالة إلى المصادر ، وضرب الأمثلة ان أمكن .
وجزاكم الله خيرا


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .

المقصود بـ " القَرِينَة " ما يُقارِن الشيء ، فيُؤثِّر في الْحُكم .
وهي إما أن تكون مُتَّصِلَة أو مُنْفَصِلة .

ومما تَقَرّر عند الأصوليين أن الْفِعل الْمُجرّد من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم لا يَدِلّ على الوجوب .
قالوا : فإذا احتَفَّتْ به قرينة دَلّ على الوجوب .

مثاله :
أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، والقرينة : قوله عليه الصلاة والسلام : صلُّوا ما رأيتموني أُصَلّي .

ومثله أيضا فعله عليه الصلاة والسلام حينما صلّى على المنبر ، ثم قال : يا أيها الناس إني صنعتُ هذا لِتأتَمّوا بي ، ولِتَعَلّموا صلاتي .

وأفعاله في الحجّ ، والقرينة : قوله عليه الصلاة والسلام : خُذُوا عنِّي مناسِكَكم .

فإن الفعل المجرّد لا يَدلّ على الوجوب ، والقرينة قد تنقله ليَدلّ على الوجوب .

وقد تكون القرينة في الآية أو في الحديث مما يَصرِف الأمر عن الوجوب إلى الاستحباب .

مثاله :
الأمر بالغُسل يوم الجمعة ، وقد جاءت أحاديث في الأمر بالغسل لِصلاة الجمعة ومن أشهر تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : غُسل يوم الجمعة على كل مُحْتَلِم . رواه البخاري ومسلم . أي واجب على كل بالِغ .

وصَرَفه عن الوجوب صوارِف ، منها قَرينة في رواية مسلم ، وهي في قوله عليه الصلاة والسلام : غُسل يوم الجمعة على كل مُحتلم ، وسواك ، ويَمَسّ من الطيب ما قَدر عليه .

وأدَع استخراج القرينة من الحديث لك !

وقد يُؤخذ بها في العقائد إذا كان الإستدلال بها صحيحاً ..

قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية في مسألة نظر المؤمنين إلى ربهم : وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو مَحِلّه في هذه الآية وتعديته بأداة إلى الصرحية في نظر العين وإخلاء الكلام مِن قرينة تَدُلّ على خِلافة حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم