منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشـاد الشـبـاب (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=33)
-   -   يوسوس له الشيطان أنّ الله لا يحبّه لأنه يبتليه ولا يبتلي الكافِر (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10186)

راجية العفو 22-10-2012 10:40 PM

يوسوس له الشيطان أنّ الله لا يحبّه لأنه يبتليه ولا يبتلي الكافِر
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الفاضل جزاك الله خير
يوجد لي أخ في الله لديه مشكلة وهو مبتلى في دينه أرجو توجيهه وماذا يفعل بارك الله فيكم
أترككم مع مشكلته
هو دائما يشعر أن هناك صوت يكلمه من داخله فإذا لم يقم لصلاة الفجر مثلا فيأتيه هذا الصوت قائلا لِمَ تصلي ما الجدوى من صلاتك إن الله لا يحبك ألا ترى أن الكافر أفضل منك أعطاه الصحة و الغنى و راحة البال و أنت ماذا أعطاك غير المرض و القلق نعم أعطاك المرض و هذا المرض مع الأيام سيزداد و لن تجد من يخلصك منه إذن عليك أن تنتحر و تموت موتا هادئا الآن أفضل من مواجهة هذه الأمراض و ماذا فعل لك ربك و المشاكل تأتيك من كل باب نعم تناول سما و أقضي على حياتك دون أن يشعر بك أحد و غيرها من هذه الوساوس التي تمس العقيدة........
والله إنه يعاني و يريد أن يجد من يخلصه منها لا يشعر أبدا بالراحة رغم أنه الحمد لله يصلي و لا يترك صلاته ... أرجو الإفادة و انتظر الحل


http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

على المؤمن أن يثِق بِربّه ، وأن يعلم أن اختيار الله عَزّ وَجَلّ خير له مِن اختياره لنفسه .
وأن يؤمن بأن الله عَزّ وَجَلّ حكيم عليم ، وأن ما يُقدِّره الله عَزّ وَجَلّ على عباده المؤمنين هو خير لهم .
وأن ما يُصاب به المسلم في هذه الدنيا مِن مَرض أو فقر أو غيره مما لا تُحبّه النفس إنما هو تمحيص ورِفعة للدرجات وكفارة للسيئات .
ويوم القيامة يتمنّى أهل العافية لو أصابهم مِن البلاء مثل ما أصاب أهل البلاء .
قال عليه الصلاة والسلام : يَوَدّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أن جُلودهم كانت قُرِضت في الدنيا بالمقاريِض . رواه الترمذي . وحسنه الألباني .
وقال عليه الصلاة والسلام : " إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه " رواه الإمام أحمد . وقال شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره .

ومهما يجري للمؤمن مِن شِدّة وبلاء ومرض وفقر ، فعليه أن يتذكّر أن الآخرة خير مِن الأولى ، وأنه إن خسِر هذه الدنيا بضِيق عيش وفقر ومرض ، فإنه إن كان مؤمنا فقد رَبِح الآخِرة ، وإن انتحر فقد خسر الدنيا والآخِرة .

وأن يتذكّر أن البؤس في الدنيا قد يكون سببا للنعيم في الآخِرة ، وفي الحديث : يُؤتَى بأنْعَم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيُصْبَغ في النار صبغة ، ثم يُقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مَرّ بِكَ نَعِيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ويُؤتَى بأشدّ الناس بُؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيُصْبَغ صبغة في الجنة ، فيُقال له : يا ابن آدم هل رأيت بُؤساً قط ؟ هل مَرّ بِك شِدّة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مَرّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط . رواه مسلم .

وأما ما يُجريه الله عَزّ وَجَلّ للكُفّار مِن صِحة وسَعة رِزق وغير ذلك ، فهو استدراج ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إذا رأيت الله يُعْطِي العبد مِن الدنيا على مَعَاصِيه ما يُحِبّ فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال القرطبي : فَبَسْط الرزق على الكافر لا يدلّ على كَرَامته . اهـ .

ويُعطَى الكافر في الدنيا جزاء ما عَمِل مِن أشياء حَسَنة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إن الله لا يَظْلِم مُؤمِنًا حسنة ، يُعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة ، وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عَمِل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها . رواه مسلم .

ويوم القيامة يتحسّر الكافر لأنه أذهب طيباته في حياته الدنيا وأخذ ما يُقابِل ما عَمِل مِن أشياء حسنة ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



الساعة الآن 08:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى