منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   هل نوبات الذُّعر مِن الابتلاء بالخوف ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12697)

نسمات الفجر 09-12-2014 10:17 AM

هل نوبات الذُّعر مِن الابتلاء بالخوف ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ورفع الله قَـدركم ووفقكم لِمرضاته

هناك مرض نفسي اسمه نوبات الذُّعر أو نوبات الهلع وهو عبارة عن نوبات تصيب الإنسان في أي وقت
ويشعر معها أن أجله حان ، فتزيد ضربات قلبه ويبدأ نفسَه يقِلّ إلى غير ذلك مِن الأعراض
فيشعر صاحب هذي النوبة بخوف فظيع وتستغرِق هذي النوبة إما ثوانٍ أو دقائق ، وربما تكررت عليه في اليوم عِدة مرات ، وربما أيقظته مِن نومه مذعورًا
وهذا المرض عادةً يصيب صاحِب مرض القلق إما الحادّ أو المتوسِط
فهل تُعتبَر هذه النوبة مِن الخوف الذي ذكره الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ) ؟
وهل يؤجَـر صاحبها وقت هذه النوبات ويؤجَر على مرض القلق الذي أصابه ؟

شكر الله لكم فضيلة الشيخ ووسّع الله عليكم .

عبد الرحمن السحيم 16-12-2014 03:24 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قد يكون هذا مِن أنواع الخوف ، والذي يظهر أن المقصود بالآية : هو الخوف العام مع فقد الأمْن .
قال البغوي : قال ابن عباس: يعني خوف العدو .
وقال القرطبي : (مِن الخوف) ، أي : خوف العدو والفَزع في القتال ، قاله ابن عباس . وقال الشافعي : هو خوف الله عز وجل . اهـ .

وقد تكون تلك النوبات مِن تسلّط الشيطان .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله مِن هَمْز الشيطان ونَفْثه ونَفْخه .

وعلى مِن ابْتُلِي بمثل هذه النوبات أن يُكثر مِن الاستعاذة بالله من هذه الثلاث ، فيقول : اللهم إني أعوذ بك من الشيطان ، مِن هَمزه ، ونَفثه ، ونَفخه .

وأما : هل يؤجَـر صاحبها وقت هذه النوبات ، ويؤجَر على مرض القلق الذي أصابه ؟
فالجواب : أنه يُؤجَر على ذلك بلا ريب .
بل يُؤجَر المسلم على ما هو أقلّ مِن ذلك ، حتى ما يُصيب المسلم مِن شَوكَة أو تَعَب أو غمّ أو حُزن ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ ، وَلاَ نَصَبٍ ، وَلاَ سَقَمٍ ، وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ ، إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ . رواه البخاري ومسلم .

وتُكفَّر بها خطاياه ، وتُكتب له بها الحسنات ، ففي حديث عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما مِن شيء يُصيب المؤمن حتى الشوكة تُصيبه إلاّ كَتَب الله له بها حسنة ، أو حُطّت عنه بها خطيئة . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي عبيدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَنِ ابْتَلاهُ اللهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ . رواه الإمام أحمد ، وحَسّنه غير واحد من أهل العلم .

وإن البلاء لا يَزال بالمؤمن يُكفَّر به مِن سيئاته ، وتُرْفَع به درجاته ، حتى يمشي على الأرض وما عليه مِن خطيئة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَثَل الْمُؤمِن كَمَثل الزَّرْع ، لا تَزال الرِّيح تُمِيلُه ولا يَزال الْمُؤمِن يُصِيبه البَلاء ، ومَثَل الْمُنَافِق كَمَثَلِ شَجَرَة الأَرْز لا تَهْتَزّ حَتى تَسْتَحْصِد . رواه البخاري ومسلم .

وفي حديث عَائشة رضي الله عنها أنَّ رَجُلاً تَلا هذه الآية : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) ، فَقال : إنا لَنُجْزَى بِكُلّ مَا عَمِلْنا ؟ هَلَكْنا إذًا . فَبَلَغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : نَعَم ، يُجْزَى بِه الْمُؤمِن في الدُّنْيا مِن مُصِيبَةٍ في جَسَدِه مِمَّا يُؤذِيه . رواه الإمام أحمد . وقال الأرنؤوط : صحيح لِغيره .

ومَن أراد اللهُ به خَيرا عَجَّل تَطهيره مِن آثار الذّنوب .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رواه الترمذي . وقال الألباني : حسن صحيح .

وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي مالِه وفي وَلَده حتى يَلْقَى الله وما عليه مِن خطيئة . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " والترمذي . وصححه الألباني ، وقال الأرنؤوط عن إسناد أحمد : حَسَن .

ونسأل الله لمرضى المسلمين شفاء لا يُغادر سَقَما ..

وسبق :
كيف تكون وسوسة إبليس للإنسان ، وهل هو يجري من الإنسان مجرى الدم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14688

تدخّلاتالشياطين في حَياة الآدميين
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6065

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 07:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى