منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - كيف نعلم ونحن ندعو بأمور الدنيا أن هذا الأمر خير أو شر؟

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل الله يكتب لكم الأجر , سمعت قصة رجل طلب من النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعو له أن يرزقه الله أغناماً فما دعا له الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بعد أن كرر الرجل طلبه ثلاثاً وكان في هذه الدعوة شرّ له حيث أن الرجل بعدما رُزق ترك الصلاة مع الجماعة, وسؤالي يا شيخ كيف نعرف ونحن ندعوا كثيرا في أمُور الدنيا أن في هذا الأمر خيراً أو شراً وقد نخسر شيئاً من الآخرة باستجابة الدعاء ونحن لا نعلم ؟
وأسال الله أن يرزقكم ووالدي والجميع تمام النعمة والعافية وجزاكم الله خيرا .

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

القصة أوْرَدها غير واحِد من المفسّرين ، على أنها قصة ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه ، وقد فَنَّد القصة عَدَاب الْحمش في كتاب له بعنوان : " ثعلبة بن حاطب " الصحابي الْمُفْتَرَى عليه .

والصحيح أن القصة ورَدت في حق شخص آخر يُقال له : " ابن جميل : ، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ , إلاَّ أَنْ كَانَ فَقِيراً فَأَغْنَاهُ اللَّهُ ؟ رواه البخاري ومسلم .

وعلى الإنسان إذا دعا أن يسأل الله الخير ، ويستعيذ به مِن الشرّ ، ولذا علّم النبي صلى الله عليه وسلم عائشة الدعوات الكاملة ، وهي : للهم إني أسألك مِن الخير كله عاجله وآجله ما عَلِمْتُ منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك مِن خير ما سألك عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك مِن شر ما عاذ منه عبدك ونبيك ، اللهم إني أسألك الجنة وما قَرّب إليها مِن قول أو عمل ، وأسألك أن تجعل كُلّ قضاء تقضيه لي خيرا . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية لأحمد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة وهي تُصَلِّي : عليك بالكَوامِل - أو كلمة أخرى - فلما انصرفتْ عائشة سألته عن ذلك ، فقال لها : قولي : اللهم إني أسألك مِن الخير كُلّه عَاجِله وآجِله ... إلى آخر الدعاء .

وسبق مقال بعنوان :
رُبَّ امرئ حَـتْـفُـه فيما تَمَـنّـاه!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6511

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد