منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - سؤال عن حُكم قول هشام بن عروة (ثقة بالله و بأمير المؤمنين) ؟

السؤال
في البداية هذا السؤال ليس مكررا و الله
أنا عرفت أنه ثقة بدليل أن البخاري أورده و بدليل ما قاله الثقات فيه ولكن أريد أن أستوضح من مقالته لأمير المؤمنين أبي جعفر المنصور حين دخل عليه ليقضى عنه دينه حين سأله أمير المؤمنين لماذا أخذت هذا المال فقال له هشام ثقة بالله و بأمير المؤمنين فهل (الواو ) تصح أم الأصح ( ثم )
أم ربما هو لم يسمع هذا الحديث الذي ينهى عن قول ما شاء الله و شئت
للعلم مرة أخرى هذا السؤال ليس مكرر و نرجوا الإجابة للنفع نفعكم الله و إيانا بما يحبه ويرضاه
وجزاكم الله خيرا

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قد يَخْفَى الْحُكم على الكبير مِن الصحابة ، فكيف بالتابعين ؟
وقد ذَكَر ابن القيم رحمه الله أمثلة على ذلك .
قال ابن القيم : الصحابة كلهم ليس أحدٌ منهم إلاَّ وقد خَفِي عليه بعض ما قَضى الله ورسوله به ؛ فهذا الصِّدِّيق أعلم الأمة بِه خَفي عليه ميراث الجدة حتى أعْلَمه به محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة ، وخَفِي عليه أن الشهيد لا دِية له حتى أعْلَمه به عُمر ، فرجع إلى قوله ، وخَفِي على عُمر تيمم الجنب ... ، وخَفِي عليه دِية الأصابع فقضى في الإبهام والتي تليها بخمس وعشرين حتى أُخْبِر أن كتاب آل عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيها بِعَشْر عشر ، فترك قوله ورجع إليه ، وخَفِي عليه شأن الاستئذان حتى أخبره به أبو موسى وأبو سعيد الخدري ... وخَفِي على عثمان بن عفان أقلّ مُدّة الْحَمل حتى ذَكّره ابن عباس بِقوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا) مع قوله : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) ، فَرَجَع إلى ذلك . اهـ .

فإذا كان ذلك في شأن خيار الأمة وأغْزَرها عِلْمًا ، فكيف بِغيرهم ؟

وهشام تابعي ، وأقوال التابعين ليست حجّة .

ولا يصح أن يُوثق بالمخلوق ، لا بِالعطف بالواو ولا بِـ ( ثم ) ؛ لأن الثقة لا تكون إلاّ بالله ، إذ هي في معنى التوكّل .
قال ابن القيم : وسئل يحيى بن معاذ : متى يكون الرجل متوكلا ؟ فقال : إذا رَضِي بالله وَكيلا . ومنهم : مَن يُفَسِّره بالثقة بالله والطمأنينة إليه والسكون إليه . اهـ .

وسبق :
هل يصح القول ( الثقة بالنفس أو ثق بنفسك) ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=612

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد