ما رأيك بهذا القول : يا ليتني مولود أيام hلجاهلية ، لا عمل ولا هَمّ ؟
ما رأيك بهذا القول ؟
يا ليتني مولود أيام ألجاهلية لا دوام ، ولا خرابيط ماغير فرفره بالحصان و مقابلة الحب عند الغدير ومستلمها قصايد وإذا طفشنا نروح عند عرب فلان ونمردغهم وناخذ حلالهم الجواب : لا يجوز مثل هذا القول ، ولو كان على سبيل المزاح ؛ لِعِدّة اعتبارات : الأول : أن قائل ذلك القول يتمنّى أنه كان مِن أهل الجاهلية ؛ فكأنه يتمنّى أن يكون من أهل النار ، أو يتمنّى أن يكون عابد وثن . الثاني : أنه يُحِبّ أن يكون عاطِلا ، لا في عمل دُنيا ولا في عمل آخرة ، بل في أعمال دنيئة خسيسة ساقطة ! قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إني لأرى الرجل فيُعجبني ، فإذا سألت عنه فقيل لا حِرفة له ، سقط من عيني . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا ، لا في عمل الدنيا ، ولا في عمل الآخرة . وكان شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يكره أن يُقال : " عُطلَة ، وعاطِل " ، وذلك لأن العاطِل هو مَن ليس في عمل دُنيا ولا في عمل آخرة . الثالث : أننا أُمِرنا أن نُحسِن أمنياتنا ، وأن ننظر فيما نتمنّى . وقد جاء الحثّ على إحسان الظنّ والفأل الحسن حتى فيما يتمنّاه المسلم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تَمَنّى أحدكم فليَستَكثِر ، فإنما يسأل رَبه عزّ وجل . قال الشيخ الألباني : أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب مِن المسنَد " ... وإسناده صحيح على شرط الشيخين . وفي الحديث الآخر : إذا سأل أحدكم فليُكثر ، فإنه يَسأل رَبَّه . رواه ابن حبان ، وصححه الألباني والأرنؤوط . الرابع : أن الصحابة رضي الله عنهم نَهَوا عن تَمَنّي إدراك زَمن النبوّة ؛ لأن الإنسان لا يَدري ماذا سيكون لو أدرك ذلك الزمان . قال رجل عند المقداد بن الأسود رضي الله عنه : طُوْبَى لِهَاتَيْنِ العَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ . فأَقْبَلَ عَلَيْهِ المقداد ، فَقَال : مَا يَحْمِلُ أَحَدَكُم عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مَحْضَراً غَيَّبَهُ اللهُ عَنْهُ ؟ لاَ يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُوْنُ فِيْهِ ، وَاللهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامٌ كَبَّهُمُ اللهُ عَلَى مَنَاخِرِهِم فِي جَهَنَّمَ ، لَمْ يُجِيْبُوْهُ ، وَلَمْ يُصَدِّقُوْهُ . أَوَلاَ تَحْمَدُوْنَ اللهَ ، لاَ تَعْرِفُوْنَ إِلاَّ رَبَّكُم ، مُصَدِّقِيْنَ بِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُم ، وَقَدْ كُفِيْتُم البَلاَءَ بِغَيْرِكُم ؟ وَاللهِ لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ ، مَا يَرَوْنَ دِيْناً أَفْضَلَ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرَى وَالِدَهُ ، أَوْ وَلَدَهُ ، أَوْ أَخَاهُ كَافِرا ، وَقَدْ فَتَحَ اللهُ قفْل قَلْبِهِ لِلإِيْمَانِ ، لِيَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ ، فَلاَ تَقَرُّ عَيْنُهُ ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَمِيْمَهُ فِي النَّارِ ، وَأَنَّهَا لَلَّتِي قَالَ اللهُ تَعَالَى : (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) . وسبق الجواب عن : كيف الردّ على مَن يقول : إن أهل الكتاب أهل فَترة وليسوا كفارا ، ولن يعاقبهم الله ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8873 ومقال بعنوان : إني لأكره أن أرى الرجل فارغا http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7557 والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 02:21 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى