حكم الحديث في المسجد بأمور الدنيا ؟
ما حكم الحديث في المسجد بأمور الدنيا؟ http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : إذا كان فيه تشويش على الآخَرين ، أو امتهان للمساجِد ، أو رَفْع للصوت فيها ؛ فلا يجوز . فإن النبي صلى الله عليه وسلم خَرَج على أصحابه وَهُم يرفعون أصواتهم بالقرآن ، فقال : ألا إنّ كُلّكم يُناجي ربه ، فلا يُؤذِي بعضكم بعضا ، ولا يَرفعنّ بعضكم على بعض في القراءة . رواه الإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ورواه غيرهما ، وهو حديث صحيح . فإذا كان هذا فيما يتعلَّق بِرَفْع الصوت بالقرآن ، فغيره مِن باب أوْلى . قال الإمام البخاري : بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي الْمَسَاجِدِ ثم روى البخاري بإسناده إلى السائب بن يزيد قال : كنت قائما في المسجد فَحَصَبَنِي رَجُل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال : اذهب فأتني بِهذَين ، فجئته بهما . قال : مَن أنتما ؟ أو مِن أين أنتما ؟ قالا : مِن أهل الطائف . قال : لو كنتما من أهل البلد لأوْجَعْتُكما ! تَرْفَعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أما إذا لم يكن فيه امتهان للمساجد ، ولا فيه رفع للصوت ، ولا تشويش على الآخَرين ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بعد الفجر وأصحابه يتحدّثون ، كما في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّى فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَامَ ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ صلى الله عليه وسلم . وإن كان الأفضل أن لا يُشْتَغَل في المساجد بغير الذِّكر والدعاء وقراءة القرآن ، وما يُقرِّب على الله . قال ابن رجب : وذِكْر البيع والشراء يَقع على وجهين : أحدهما : أن يكون ذِكْرهما على وَجه الإفاضة في حديث الدنيا أو في التجارة ، فهذا من مباح الكلام في غير المسجد . وقد اخْتُلِف في كَراهة مثله في المسجد ، فكرهه طائفة من العلماء . قال أصحابنا ، منهم ابن بطة وغيره : يُكْرَه الحديث فيه ، إلاَّ لِمَصْلحة في الدِّين . قال أحمد في رواية حنبل : لا أرى لرجل إذا دخل المسجد إلاَّ أن يُلْزِم نَفسه الذِّكر والتسبيح ؛ فإن المساجد إنما بُنِيَت لِذِكْر الله عز وجل . وروى حماد بن سلمة في " جامعه " : ثنا محمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، أن عمر بن الخطاب سمع ناسا يَذكرون تِجارَاتهم في المسجد والدنيا ، فقال : إنما بُنِيت المساجد لِذِكْر الله ، فإذا أردتم أن تَذُكُروا تِجَارَاتكم فاخْرُجُوا إلى البقيع . وقال سعيد بن عبد العزيز : رأى أبو الدرداء رجلا يقول لصاحبه في المسجد : اشتريت وسْق حَطب بكذا وكذا . فقال أبو الدرداء : أن المساجد لا تُعْمَر لِهذا . وقال سفيان : عن رجل ، عن الحسن : يأتي على الناس زمان لا يكون لهم حديث في مساجدهم إلاَّ في أمْر دنياهم ، فليس لله فيهم حاجة ، فلا تُجَالِسوهم . وكَرِهه أبو مسلم الخولاني وغيره مِن السَّلف . ورُوي عن عمر ، أنه بَنى البطحاء خارج المسجد ، وقال : من أراد أن يَلْغَط فليخرج إليها . ورَخَّص أصحاب الشافعي في التحدث بأمور الدنيا المباحة في المساجد ، وأن حصل معه ضحك . الثاني : أن يكون ذِكْر البيع والشراء على وَجه الإخبار عن أحكامهما الشرعية ، وما يجوز من ذلك وما لا يجوز ؛ فهذا مِن نَوع تَعليم العِلم ، وهو مِن أجَلّ القُرَب وأفضلها مع صلاح النية فيه . اهـ . وهنا : ما حكم الحديث في أمور الدنيا في المساجد ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14200 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 01:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى