يأتيه الشيطان في أوقات صيامه بالذات ليفتنه
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الفاضل هناك شاب يصوم الاثنين والخميس وهو مداوم على ذلك ولكنه مبتلى بالنظر ويأتيه الشيطان في أوقات صيامه بالذات ليفتنه سواء بالنظر إلى النساء أو بتصفح مواقع الانترنت وأحيانا ينوي الإفطار فيقول في نفسه بما أنني نظرت إلى الحرام فقد أفطرت .

أرشدوه وانصحوه وأفتوه في بلواه .

وجزاكم الله خيرا

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نسأل الله لنا وله العون والثّبات والهدى والسداد، لا يزال العبد بخير ما جاهد نفسه وهواه في ذات الله . قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .

ولا يزال بخير ما اعترف بِذنبه .
يا مَن عَدى ثم اعتدى ثم اقترف *** ثم ارعـوى ثم انتهى ثم اعـترف
أبشِـر بِقـول الله في آياتـه : *** ( إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )

قال الله في الحديث القدسي : يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفـر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم . رواه مسلم . قال عليه الصلاة والسلام : إن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه . رواه البخاري ومسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان قال : وعِزّتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . رواه الحاكم وغيره وهو حديث صحيح .

ولا يَدع للشيطان مجالاً أن يُرابي في معصيته ، فيَحْمِله على أن يَجمع مع الإساءة إساءة ، ومع المعصية معصية ، أو يَجمع مع المعصية تقصيرا .وذلك بأن يترك الطاعات لأجل أنه وقع في الذَّنْب .

إن هذا الشاب لا يزال بخير ومُجاهَدة حتى يكون هو الغالب الْمُنتَصِر ، وسوف يجِد طعم الانتصار عندما يتغلّب على نفسه وهواه والشيطان .وليس بينه وبين الانتصار إلا أن يترك هذه الأفعال السيئة التي لا تليق به أصلاً ، فهو من أهل الصلاح ، فكيف يرتكب ما حرّم الله ؟

ثم إن هذا الْمُحرَّم لا يجوز أن يُجعل وسيلة للتخلّي عن طاعة الله . أذكر أن بعض الشباب يقول : لماذا أُصلِّي طالما أنني أرتكب ما حرّم الله ؟ فيُقال له ولأمثاله : المعصية معصية ، وترك الصلاة كُفر وردّة .

وكان بعض الشباب ممن يُسافر الأسفار الْمحرّمة ، ويرتكب الفواحش والموبقات ، ولكنه مع ذلك لا يترك الصلاة ولا الصيام ، فكانت النتيجة في نهاية المطاف أن نَهَتْـه صلاته عن الفحشاء والمنكر .

ثم إن الحسنات يُذهبن السيئات . والحسنة بواحدة وتُضاعَف ، والسيئة بواحدة أو تُغفر . وعليه أن يلجأ إلى الله وينطرح بين يديه أن يُخلِّصه الله من هذه الآثام .

وهذا مقال بعنوان :
اصـرف بصـرك ، واحفظ قلبك
http://saaid.net/Doat/assuhaim/236.htm

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد