إشكال بين (تخصيص العبادة المطلقة من غير دليل بدعة) وبين (أحب الأعمال إلى الله أدومها)
فضيلة شيخنا المبارك حياكم الله وبياكم قد اشتقنا لكم كثيراً ، فنحمد الله على رجوعكم سالمين غانمين معافين. شيخي الكريم عندي سؤال أشكل عليَّ كثيراً أسأل الله أن أجد جوابه الشافي عندكم ألا وهو : قول العلماء :" تخصيص العبادة المطلقة من غير دليل بدعة " ويضربون المثل : بقول حرماً وجمعاً بعد السلام من الصلاة فالأصل في الدعاء أنه مطلق وهذا مقيد بأدبار الصلوات. وقد قرأت عن شيخ الإسلام أو ابن القيم - الشك مني - أنه كان يقول في كل صباح " لاحول ولا قوة إلا بالله " أربعين مرة يداوم على ذلك - في زاد المعاد أو فوائد الأذكار لابن القيم الشك مني- وهذا تخصيص لعبادة مطلقة عدداً وزماناً من غير دليل مع الاستمرار على ذلك. وحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" أحب العمل إلى الله ما كان ديمه وإن قل" يدل على أن العبادة التي سيحافظ عليها العبد ستكون مخصوصة. فكيف نوفق بين هذا : فلو أن رجلاً كلما دخل منزله أول ما يبدأ بصلاة ركعتين -في غير وقت النهي - ، فإن نوقش بأن هذا لم يكن من فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم قال : صلاة النافلة عبادة مطلقة والحديث :" أحب العمل إلى الله ما كان ديمه وإن قل" فأرجو بيان جواب هذه المسألة على وجه يزول به اللبس ويتضح به الحق رفع الله منزلكم في الدارين. _____________________________________ الجواب : آمين ، ولك بمثل ما دعوت . وحيّاك الله وبيّاك . أولاً : قول العالِم يُحْتَجّ له ولا يُحتَجّ به ، وليس قَول العَالِم مِثل قَول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا مثل أقوال الصحابة رضي الله عنهم . وسبق : هل يصح قول (ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث) وغيرها 40 مرة فجر كل يوم ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8797 ثانيا : قولك – حفظك الله – : (وحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" أحب العمل إلى الله ما كان ديمه وإن قلّ " يدل على أن العبادة التي سيحافظ عليها العبد ستكون مخصوصة ) نعم ، ستكون مخصوصة ، إلاّ أنها مشروعة ، سواء ما يتعلّق بِزمانها أو مكانها أو جِنسها . ومِن شُروط قبول العمل : مُتابَعة النبي صلى الله عليه وسلم فيه . وقد نص العلماء على أن المتابعة لا تتحقق إلاَّ بِسِتَّة أمور : الأول : سبب العبادة الثاني : جنس العبادة الثالث : قدر العبادة الرابع : صفة العبادة الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان ) السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن ) وتفصيل ذلك هنا : متى يكون العَمل الصالح مَقبولاً ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=261 ثالثا : قولك – متّع الله بك – : (فلو أن رجلاً كلما دخل منزله أول ما يبدأ بصلاة ركعتين...) هذا مُتعقّب بأن هذا ثابِت تخصيصه ! وأما تخصيص عبادة بِوقت أو زمان لم يَرِد في الشرع ، فهذا الذي يدخل في دائرة البِدَع . قال أبو شامة في " الباعث على إنكار البِدَع والحوادث " : ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يُخَصِّصها بها الشرع ، بل يكون جميع أفعال البِرّ مُرْسَلَة في جميع الأزمان ، ليس لبعضها على بعض فَضْل إلاَّ ما فَضَّله الشَّرْع وخَصَّه بِنَوع من العبادة . اهـ . وسبق : صلاة ركعتين عند الخروج من المنزل وعند الدخول https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2631 والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 10:28 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى