هل بالضرورة ان يبوح المرء بعقيدته حتى لو خاف على نفسه ؟
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الكريم إن لي أخت أحسبها على خير والله حسيبها وقد لامتني لأني لم أفصح عن معتقدي بمسألة المولد النبوي في هذه الأيام التي مرت واعتذرت بشكل غير مباشر عن المشاركة في أي أمر في جامعتنا وكما تعلم شيخنا أن ظروفنا في العراق خطيرة بالنسبة لمن يلتزمون المنهج السلفي وتقول لي هذه الأخت ما دام حقا فلم تخافين قولي الحق لا يوجد ما يخيف فهل بالضرورة أن أبوح بهذه المسائل؟ أم أعتذر بشكل غير مباشر؟ وآسفة على الإطالة
وجزاكم الله خيرا

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

إذا خاف الإنسان على نفسه أو على عِرْضه ؛ فلا يجب عليه أن يُصرِّح بِما يعتقده ، خاصة إذا لم يَكن له أثَر على الأمة ، بل هو مِن عامة الناس .
ويجوز للإنسان أن يَكتُم إيمانه إذا كان يَخاف على نفسه ، كما فَعَل مؤمن آل فرعون .

وكان مِن المؤمنين المستضعفين مَن يَكتُم إيمانه في مكة ، كما قال تعالى : (وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) .
قال ابن كثير : وَقَوْلُهُ: (وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ ) ، أَيْ : بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مِمَّنْ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ وَيُخْفِيهِ مِنْهُمْ خِيفَةً عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ ، لَكُنَّا سَلَّطناكم عَلَيْهِمْ فَقَتَلْتُمُوهُمْ وَأَبَدْتُمْ خَضْرَاءَهُمْ، وَلَكِنْ بَيْنَ أَفْنَائِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ أَقْوَامٌ لَا تَعْرِفُونَهُمْ حَالَةَ الْقَتْلِ . اهـ .

وكَتَم أبو هريرة رضيَ اللّهُ عنه بعض ما عَلِم خشية القَتْل .

وسبق :
هل يجوز تكفير العلماء حتى لو كانوا علماء سلطان ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3817

ما معنى حديث : " مَن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1399

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض