تريد أن تنهي علاقة محرمة فما توجيهكم ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إحدى الأخوات تسأل عن حلٍ لإنهاء علاقتها العاطفية المحرمة مع شاب غريبٍ عنها .
تقول : بأن علاقتهما لم تتعدَ المراسلة والمكالمات الهاتفية حتى أنه لا يعلم كيف هو شكلها ولم يراهـا أبداً لكنه أصبح متعلقاً بها كثيراً لكن فرصة الزواج مستحيلة لأنه من بلدٍ غير بلدهـا . والآن تريد أن تنهي هذه العلاقة ما دامت فرصة الزواج الحلال مستحيلة . وتقول أيضاً بأنها تشعر بأنها منافِقـة لأنها ملتزمة من كل الجوانب إلا هذا الجانب الذي لا يعلم به أحد إلا الله سبحـانه ، وتريد أن تتوب إليه ويكتمل التزامها بكل ما أمر الله به قبل أن يفوت الأوان ولكنها غير قادرة
فما العمل ؟
وجزآكم الله كل خير
_____________________________________

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إذا كانت صادقة وتريد أن تتوب ؛ فعليها قَطع علاقتها بذلك الشباب ، وإغلاق جميع الطُّرق الموصِلة إليه ، فإن كان عن طريق الهاتف الجوال ، فلتُغيّر الرقم ، وإن كان عن طريق البريد ، فلتُغيّر البريد ، وهكذا ، بحيث لا يبقى للشيطان وسيلة يَدخل مِن خلالها ، ولا يكون هناك سبيل للواصل معه .
وهذا تستطيعه ، ولا يُهوّل الشيطان لها الأمر ، ويقول لها : إنك لا تستطيعين .
بل هي قادرة وتستطيع ، وليس هناك منهي عنه لا يُستطاع ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ . رواه البخاري ومسلم .
فلم يَقُل عليه الصلاة والسلام في التَّرْك والانتهاء : فانتهوا ما استطعتم ! وإنما قال : " إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ " ؛ لأنه لا عُذْر لأحدٍ بِفْعل الْمُحرَّم .

وقد تُعاني في أول الأمر ، فإذا صَدَقَتْ مع الله أعانها الله ، وعوّضها الله خيرا مما تَرَكَتْ .

روى الإمام أحمد عن وَكِيع قال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي الدَّهْمَاءِ ، قَالا : أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلاّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ .
وفي رواية لأحمد : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللهِ إِلاّ أَعْطَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ .
وفي رواية له : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءً لِلَّهِ إِلاّ آتَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ .
قال الهيثمي : رواه كله أحمد بأسانيد ، ورجالها رجال الصحيح .
وصححه الألباني والأرنؤوط .

وسبق :
صرخة فتاة مِن ضحايا " الشات "
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6454

حول المحادثة على الماسنجر بين الشاب والفتاة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1017

أشعر بتعاسة ، فهل يجوز أن أدعوَ على نفسي بالموت ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14244

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم