الشباب و نظرة تشاؤم من ( المستقبل )
...
شيخنا ... أحسن الله إليك : هناك فئة من الشباب تقل وتكثر أصبحت عندها نظرة تشاؤم من ( المستقبل ) .. حتى وصل الأمر ببعضهم إلى ( الإحباط ) أو ( القنوط ) من إصلاح أوضاع المسلمين العامة والخاصة ، أو أوضاعه الشخصية ، وربما هذا كان سبباً في قعودهم عن العمل لهذا الدين .. أو سبباً لظهور ما يسمى بـ ( تصرفات اليائسين ) كالانتحار وما شابه ذلك ... والسؤال / كيف السبيل إلى إقناعهم ، وتحويل هذه النظرة السلبية إلى ايجابية ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ إن تعجب فاعجب لحال أقوام يرون حلكة الظلام أو النعوش في طريقهم فيبعثهم ذلك على التفاؤل ! وكنت كتبت مقالا بعنوان : رأى النعش فتفاءل ! وهو هنا : http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=5808 ونظرة التشاؤم لم تكن تعرف طريقها لنفوس المؤمنين في الأجيال المفضّلة ، ولكن هذه الأجيال عندما احتكّت بالأجرب جُرِبَتْ ! فلو اسودّت الدنيا في عين مؤمن بالله فهل ينسى أن له ربا يكشف الكرب ويُزيل الغم ، ويجلو الهمّ ؟ والذي يُميز المؤمن عن غيره أنه يرجو الله والدار الآخرة ، فمهما خسِر الدنيا فلا يجمع معها خسارة الآخرة . والمؤمن ينظر إلى أشد المواقف في حياته ، وأحلك الظروف وأصعبها على أنها فَرَج قريب . ولذلك لما طُعِن حرام بن ملحان رضي الله عنه يوم بئر معونة قال بالدم هكذا ، فنضحه على وجهه ورأسه ، ثم قال : فُـزتُ وربِّ الكعبة . رواه البخاري ومسلم . حتى تساءل المشرك الذي طعنه : وأي فوز فازَه وأنا طعنته ؟! هكذا هي نظرة المؤمن إلى المصيبة بل إلى القتل والموت . وأما السبيل إلى إقناعهم فيكون بأمور ، منها : 1 – تذكيرهم بِما منّ الله به عليهم . 2 – وصف حالة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما كانوا يَلقَون بمكة بل وبالمدينة من الجوع والفقر والفاقة ، ومع ذلك لم يحملهم ذلك على اليأس والقنوط . 3 – تنمية الإيمان بالله في نفوسهم ، وتذكيرهم بأنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون . 4 – الحديث عما يبعث على التفاؤل ، وإحسان الظن بالله ، وترك النظر إلى المستقبل ، والحكمة تقول : عِش يومك . والله تعالى أعلم المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 11:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى