حكم إنشاء صف جديد قبل اكتمال الصف الأول ، أو قبل اكتمال الصف الْمُقدَّم .
 

السلام عليكم شيخنا الفاضل
لو تكرمت عندي مسألة
حكم إنشاء صف جديد قبل اكتمال الأول ، أو قبل اكتمال الصف الْمُقدَّم ..
أريد أقوال أهل العلم المعتبرين ، والراجح منه .
وجزاك الله عني خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

الأصل أن يُتَمّ الصف الأول فالأول ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟ قَالَ : يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ . رواه مسلم .

وفي حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتِمُّوا الصف الْمُقَدَّم ، ثم الذي يَليه ، فما كان مِن نقص فليكن في الصف المؤخَّر . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال أبو الوليد الباجي : يجب أن يُكمل الأول فالأول ، فإن كان نقص ففي المؤخَّر . اهـ .
وقال ابن مفلح عن هذا الحديث : والمشهور القول بِموجبه ، وأنّ تَرْك الصف الأول ناقصا مَكروه . اهـ .

وسُئل شيخنا الجبرين رحمه الله :
إذا أنشأ المصلُّون صفا جديداً قبل أن يكتمل الصف الأول ، فهل يأثمون ؟

فأجاب : نعم ، لقوله صلى الله عليه وسلم في صفة صف الملائكة : " يتمون الصفوف الأول فالأول ، ويتراصون في الصف " ، فيأثمون لعدم امتثالهم لهذا ، وقد وَرَد الأمر بأن تكون الصفوف تامة ، وأن يكون النقص في الصف الأخير . اهـ .

وقال الشيخ محمد المختار الشنقيطي : لا يجوز أن يُصلّي في الصف الثاني والصف الأول فيه فُرجة أوْ لم يَكتمِل . اهـ .

ويَرَى شيخنا العثيمين أنه يصحّ إنشاء صَف مع عدم اكتمال الصف الأول ، مع كَونه خلاف السُّـنَّة .
فقد سُئل رحمه الله : في المسجد الحرام يصلي بعض الناس في المصابيح مع وجود صفوف خالية في ساحة الكعبة ، فهل يجوز ذلك ؟ وما حكم موالاة الصفوف ؟
فأجاب : الأَولى أن تَتوالى الصفوف يُكمل الأول فالأول ؛ لأمْرِ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك . فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتِمُّوا الصف المقدَّم ، ثم الذي يَلِيه ، فما كان مِن نقص فليَكُن في الصف المؤخَّر " . لكن لو لم يَفعلوا وَصَفّ أناس خلف الصف بعيدا فالصلاة صحيحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صلاة لمنفرد خلف الصف " . وهذا ليس فيه انفراد ، لكنه لا شك أنه مخالِف للسُّنة ؛ لأن السنة أن يُكمل الأول فالأول .

والله تعالى أعلم .