منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   ما حكم قتل المنافقين والعملاء ؟؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8802)

راجية العفو 05-04-2010 05:40 PM

ما حكم قتل المنافقين والعملاء ؟؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم قتل المنافقين والعملاء ؟؟
فقد ظهر في فلسطين عملاء كثيرون في الحرب الأخيرة على غزة
فقد تم قتل 200 عميل في هذه الحرب
فما حكم ذلك

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مما استدلّ به العلماء على قَتْل الجاسوس : حديث عليّ رضي الله عنه في قصة إرسال حاطب رضي الله عنه كتابًا لأهل مكة ، وقول عمر رضي الله عنه : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ . فقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم عن هذا الحديث : وعلى هذا فالحديث حجة لمن رأى قتل الجاسوس ؛ لأنه ليس ممن شهد بدرا ، وإنما امتنع قتل حاطب لشهوده بدرا .

قال النووي : وَأَمَّا الْجَاسُوس الْمُسْلِم ؛ فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَالأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَة وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء رَحِمَهُمْ اللَّه تَعَالَى : يُعَزِّرهُ الإِمَام بِمَا يَرَى مِنْ ضَرْب وَحَبْس وَنَحْوهمَا ، وَلا يَجُوز قَتْله ، وَقَالَ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى : يَجْتَهِد فِيهِ الإِمَام ، وَلَمْ يُفَسِّر الاجْتِهَاد ، وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : قَالَ كِبَار أَصْحَابه يُقْتَل ، قَالَ : وَاخْتَلَفُوا فِي تَرْكه بِالتَّوْبَةِ ، قَالَ الْمَاجِشُونِ : إِنْ عُرِفَ بِذَلِكَ قُتِلَ ، وَإِلاّ عُزِّرَ . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ذَهَبَ مَالِكٌ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد إلَى جَوَازِ قَتْلِ الْجَاسُوسِ . اهـ .

وقال ابن القيم فِي هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ جَسَّ عَلَيْهِ :
ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ قَتَلَ جَاسُوسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . وَثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ حاطبا، وَقَدْ جَسَّ عَلَيْهِ ، وَاسْتَأْذَنَهُ عمر فِي قَتْلِهِ ، فَقَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ .
فَاسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ لا يَرَى قَتْلَ الْمُسْلِمِ الْجَاسُوسِ ، كَالشَّافِعِيِّ، وأحمد، وأبي حنيفة رَحِمَهُمُ اللَّهُ ، وَاسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ يَرَى قَتْلَهُ ، كمالك ، وابن عقيل مِنْ أَصْحَابِ أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ- وَغَيْرِهِمَا قَالُوا : لأَنَّهُ عُلِّلَ بِعِلَّةٍ مَانِعَةٍ مِنَ الْقَتْلِ مُنْتَفِيَةٍ فِي غَيْرِهِ ، وَلَوْ كَانَ الإِسْلامُ مَانِعًا مِنْ قَتْلِهِ، لَمْ يُعَلَّلْ بِأَخَصَّ مِنْهُ، لأَنَّ الْحُكْمَ إِذَا عُلِّلَ بِالأَعَمِّ، كَانَ الأَخَصُّ عَدِيمَ التَّأْثِيرِ، وَهَذَا أَقْوَى . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ .
وقال في فوائد صُلْح الْحُدَيْبِيَةِ : وَفِيهَا: جَوَازُ قَتْلِ الْجَاسُوسِ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا ؛ لأَنَّ عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَتْلَ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ لَمَّا بَعَثَ يُخْبِرُ أَهْلَ مَكَّةَ بِالْخَبَرِ وَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا يَحِلُّ قَتْلُهُ إِنَّهُ مُسْلِمٌ، بَلْ قَالَ : " وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ " ، فَأَجَابَ بِأَنَّ فِيهِ مَانِعًا مِنْ قَتْلِهِ وَهُوَ شُهُودُهُ بَدْرًا، وَفِي الْجَوَابِ بِهَذَا كَالتَّنْبِيهِ عَلَى جَوَازِ قَتْلِ جَاسُوسٍ لَيْسَ لَهُ مِثْلُ هَذَا الْمَانِعِ ، وَهَذَا مَذْهَبُ مالك ، وَأَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي مَذْهَبِ أحمد ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ وأبو حنيفة: لا يُقْتَلُ، وَهُوَ ظَاهِرُ مَذْهَبِ أحمد .
وَالْفَرِيقَانِ يَحْتَجُّونَ بِقِصَّةِ حاطب .
وَالصَّحِيحُ : أَنَّ قَتْلَهُ رَاجِعٌ إِلَى رَأْيِ الإِمَامِ ، فَإِنْ رَأَى فِي قَتْلِهِ مَصْلَحَةً لِلْمُسْلِمِينَ ، قَتَلَهُ ، وَإِنْ كَانَ اسْتِبْقَاؤُهُ أَصْلَحَ اسْتَبْقَاهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ .


فإذا قدّر وليّ الأمر أو قائد الجيش ذلك من أجل المصلحة ، فله ذلك ، ولا يكون ذلك لكل أحد ؛ لأن من شأن ذلك إشاعة الفوضى ، وكل يقتل خصمه بحجة أنه تجسس !

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم



الساعة الآن 02:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى