منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم العقـيدة والـتوحيد (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ما حكم اللجوء للكنائس وطلب المساعدة ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15210)

نسمات الفجر 10-09-2016 01:52 AM

ما حكم اللجوء للكنائس وطلب المساعدة ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يلجأ بعض الناس من المسلمين للكنائس لطلب المساعدة والمعونة ومنهم يرتد ويتنصر ما الحكم في هذا ؟
بارك الله فيكم شيخنا ووفقكم لكل خير وكل عام وأنتم بخير

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

يَجب أن يكون عند المسلم عِزّة نَفس ، وأن يستغني بالله .
ولا يَجوز الالتجاء للكنائس مِن أجل طلب المساعدة ، خاصة وأن لها تأثير على مَن تُساعدهم .
والنفوس مَجْبُولة على مَحبَة مَن أحسَن إليها ، وإن لم تكن مَحَبة ، فهو إعجاب بهم وبِحُسْن مُعاملتهم . وكلا الأمرين مَحذور .
فإنه لا يَجوز للمسلم أن يُحِبّ الكافر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ الْمَحَبَّةَ الْوَاجِبَةَ فَلا بُدَّ أَنْ يُبْغِضَ أَعْدَاءَهُ ، وَلا بُدَّ أَنْ يُحِبَّ مَا يُحِبُّهُ مِنْ جِهَادِهِمْ . اهـ .
ولا يَجوز الإعجاب بالكفّار ، ولا بِمَا هُم فيه وعليه . قال الله عزَّ وَجَلّ : (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) ، ويدخل في ذلك : الإعجاب بأخلاقهم .
ومثله : اللجوء إلى الروافض مِن أجل طلب المساعدة .
فإنا رأينا مَن يمدح الروافض ويُثني عليهم مِن أجل أنهم قدّموا له مُساعدة !

وقَلّ في الناس الصبر والاحتساب ، والتعفف عَمَّا في أيدي الناس .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن يَستعفف يُعِفّه الله ، ومَن يَستغن يُغْنِه الله ، ومَن يتصبر يُصَبِّره الله ، وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرا وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .

وكان الصحابة رضي الله عنهم يَسْتَعِفّون عمّا يأتيهم مِن مال ، وإن كان لهم فيه حق .
روى البخاري ومسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعطيني العطاء ، فأقول : أعطه أفقر إليه مِنِّي ، حتى أعطاني مرة مالاً ، فقلت : أعْطِه أفْقَرَ إليه مِنِّي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خُذْه، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مُشرف ولا سائل فَخُذْه ، وما لا ، فلا تُتْبِعْه نفسك.

وقال حكيم بن حِزامٍ رضيَ اللّهُ عنه : سألتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثمّ سألتهُ فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ثمّ قال : يا حكيمُ ! إنّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوة ، فمن أخذَهُ بَسخاوةِ نفسٍ بوركَ له فيه ، ومن أخذَهُ بإشْرافِ نفسٍ لم يُبارَك له فيه ، كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ . اليدُ العُليا خيرٌ منَ اليدِ السّفلى . قال حكيمٌ : فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ ، والذي بَعثكَ بالحقّ لا أرْزأُ أحداً بعدَكَ شيئا حتى أُفارِقَ الدنيا . فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى العَطَاءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ . رواه البخاري ومسلم .

وسُئل أبو ذر رضي الله عنه : ما تقول في هذا العطاء ؟ قال : خُذْه ، فإن فيه اليوم مَعونة ، فإذا كان ثَمَنًا لِدِينِك فَدَعْه . رواه مسلم .

بل كانت المرأة تُوصِي وليّها أن يُطيِّب كسْبَه .

قال الغزالي : كانت عادة النساء في السلف : كان الرجل إذا خَرَج مِن مَنْزِله تقول له امرأته أو ابنته : إياك وكَسْب الحرام ، فإنا نصبر على الجوع والضر ، ولا نصبر على النار .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 12:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى