ما حكم مَن يكتب الآيات بشكل خاطئ ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير وبارك الله فيك فيما تقوم
شيخنا عبد الرحمن حفظك الله
ما هو الحكم في كتابة (كنتم خير أمة أخرجت للبشر تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ) هل هذا تحريف في الآية ؟ الآن هنا من يقول أنها حكمة ؟
رغم أن الآية (كنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

تَجِب العناية بِكتابة الآيات القرآنية ، والتأكّد مِن صِحّتها ؛ لئلا يدخل الكاتب في زمرة الكذّابين ، كما في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) ، وقوله عزَّ وَجَلّ : (انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا) .

فإذا كان كتبها هكذا عمدا ، وليس خطأ ، فهو كافِر بِفعله ؛ لأنه مُحرِّف للقرآن ، ومَن حرّف القرآن ، أو أنكر حرفا منه ؛ كَفَر .

قال الإمام البربهاري في " شَرْح السنة " : فمن أقَرّ بما في هذا الكتاب وآمَن به واتَّخذه إماما، ولم يَشُكّ في حَرف منه، ولم يجحد حرفا واحدا ؛ فهو صاحب سُنة وجماعة كامل قد كَمُلت فيه السنة، ومَن جَحد حرفا مما في هذا الكتاب ، أوْ شكَ في حرف منه ، أوْ شكّ فيه، أو وَقَف ؛ فهو صاحب هوى .
ومَن جَحَد أوْ شكّ في حرف مِن القرآن، أوْ في شيء جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لَقِي الله تعالى مُكَذِّبا . اهـ .


وأما إذا كان كتبها مِن حفظه ، فأخطأ فيها ، فعليه أن يُصحح الخطأ ، ولا يَكتب مِن حِفظه ؛ لأن الحفظ خوّان .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض