منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية - إذا اختلف حكم الحديث بين الشيخ الألباني والشيخ عبد الله السعد فبأيّ الحكمين نأخذ ؟

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلاما لكم طيبا من القلب من أرض العراق لكم جميعا وعلى رأسها شيخنا الغالي الذي يعلم الله كم نحبه في الله.
شيخي الغالي أضاء الله دربك ورزقك الله .
يمر علي كثيرا وما اقرأ على حكم الحديث بين الشيخ الألباني رحمه الله وبين المحدث عبد الله السعد وأنتم طبعا أعلم بهم منا.
فأجد أن الشيخ الألباني يحكم على الحديث بالصحيح والحسن!! وأجد أن الشيخ عبد الله السعد يحكم على نفس الحديث يقول؟(ضعيف لا يصح)
وكثير أجد كلام الشيخ عبد لله السعد يقول ضعيف لا يصح.
فماذا نعمل إن وجدنا هذه الأحكام وخاصة إذا كان الحديث في موضوع بالمنتديات. لربما نأخذ بكلام الشيخ الألباني ويأتي آخر ويقول ضعيف لا يصح ويستند لقول لحكم الشيخ عبد الله السعد.
وأنتم أعلم بأحكامهم طبعا أفيدوني بارك الله فيكم.

أرشدنا بارك الله فيك
أخوكم في الله أبو الحارث
منتديات أشواق الجنة الإسلامي

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأحبّك الله الذي أحببتني فيه .

اختلاف التصحيح والتضعيف بين العلماء قديم ، وهو راجِع إلى عِدّة اعتبارات ، منها :
1 – اختلاف المناهج بين العلماء في تقوية الحديث الضعيف ، وانجبار الضعف مِن عَدَمه .
2 - اختلاف المناهج بين العلماء في قبول الراوي مِن عدمه ، ومن ذلك : اختلاف الآراء في قبول تقوية الراوي وتقديم الجرح على التعديل وعكسه ، وقبول توثيق ابن حبان ، إذا انفرد بالتوثيق .. ونحو ذلك .
3 – الاختلاف في تحديد اسم راوٍ ، لاشتِباه الأسماء ، خاصة إذا كان الرواة مِن عصر واحد ، وأحدهم ثقة ، والآخر ضعيف ..

وينبغي الـتَّـنَبّه إلى أن الْحُكم المعتمَد للعالِم هو ما كان نتيجة بحث علمي ، وكان آخر أحكامه على الحديث ، فما يكون أحيانا في إجابات الأسئلة العابرة عقب درس أو مُحاضرة لا يكون حُكما مُعتَمَدًا مثل الْحُكم المبني على دراسة وذِكْر طُرق الحديث وعِلله .

وعلى كلّ حال ، فالاختلاف بين أهل العِلْم لا يُوجِب التناحر بين الإخوة ؛ فَمن أخذ بُحكم الشيخ الألباني فقد أخذ بِحُكم عالِم أمضى عمره في دراسة وخدمة السنة . ومَن أخذ بِحُكم الشيخ عبد الله السعد عافاه الله ومتّع به ، فقد أخذ بِحُكم عالم له باع في عِلْم الحديث النبوي .

قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل مِن الشافعي ؛ ناظَرته يومًا في مسألة ثم افترقنا ، ولَقِيني فأخذ بيدي ثم قال : يا أبا موسى ! ألا يَستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نَتَّفِق في مسألة ؟!

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد