قد سَوّاك الله وَجَمّلَك وعَدّلَك ، فَجَمِّل أنت ظاهِرَك وبَاطِنَك
وإيّاك وما يُسقِطك مِن أعْيُن الناس ! فإن مَن سَقَط مِن عين الله سَقَط مِن أعين الناس . 🔸 قال ابن القيم : مَن تَزَيّن للناس بما لَيْس فيه سَقَط مِن عَيْن الله . (مَدَارِج السالكين) 🔻 وكان الصحابة رضي الله عنهم يَحرِصُون على الْجَمَال والتجمّل 💎 لمّا أُصِيبَت عَيْن قَتَادة بن النعمان رضي الله عنه يوم أُحُد ، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهي في يَدِه ، فقال : ما هذا يا قَتَادة ؟ قال : هذا ما تَرَى يا رسول اللَّه ، قال : إن شِئت صَبَرْتَ ولَك الجنّة ، وإن شئتَ رَدَدْتها ، ودَعَوت اللَّه لك ، فلم تَفقِد فيها شيئا ، فقال : يا رسول اللَّه ، واللَّه إن الْجَنّة لَجَزَاء جَزِيل ، وعَطاء جَلِيل ، ولكني رَجُل مُبْتَلًى بِحُبّ النساء ، وأخاف أن يَقُلْن : أعوَر ، فلا يُرِدْنَني ، ولكن تَرُدّها لي ، وتَسأل اللَّه لي الجنّة ، فقال : أفعَل يا قَتادة ، ثم أخَذَها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بِيدِه ، فأعادَها إلى مَوضِعها ، فكانت أحسَن عَينيه إلى أن مات ، ودعا اللَّه له بِالْجَنّة . (إمتاع الأسماع ، للمَقريزي) 🔶 وفي رواية : قال قتادة : يا رَسُول اللَّه إن عندي امْرَأة أُحِبّها ، وإن هي رأت عَينِي خَشِيت أن تَقذِرني ، قال : فَرَدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيدِه ، فاسْتَوت ورَجَعَت ، وكانت أقْوى عَيْنَيه وأصَحّهما بعد أن كَبُر . (الطبقات الكبرى ، لابن سَعد ، وتاريخ دمشق ، لابن عساكر) 📚 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَفِي رِوَايَة : فَرَفَع حَدَقَتَه حَتّى وَضَعَها مَوْضِعَها ، ثُمّ غَمَزَهَا بِرَاحَتِه ، وقال : اللَّهُمّ اكْسِبْه جَمَالا . فَمَات وَمَا يَدْرِي مَن لَقِيَه أَيُّ عَيْنَيْه أُصِيبَت . رَواه عَنه أَهْل الْمَغَازِي . (مجموع الفتاوى) 🎙 وحَدّثَنِي صاحبي أن مَجْنونا – كان في قَرْيَتِنا – أراد أن يَزُور مَجُنونا آخَر قد بُتِرَت قَدَمه وهو في المستشفى ، وفي الطريق نَظَر الْمَجُنون " الزّائر " إلى ثِيابِه الْمُتّسِخَة ، فقال : ما يَصلُح أرُوح بهذه الثّيَاب للمستشفى ! فمَرّوا على سُوق تُباع فيه الملابس واشتَرَوا له ثوبا جديدا وغُترَة جديدة ! ⭕️ هذا مَجنون مَرفوع عنه قَلَم التكليف ، ونَظَر النّقْد ، ومع ذلك : حرِص على الظهور بِمَظهَر سَلِيم جَمِيل ! وفي نَظْرَة سريعة إلى الأسواق والمطارات تَلفِت نَظَرك مَشاهِد لِمَلابس أجْزِم أنه يَستَحيِي مِن لُبْسِها ذلك الْمَجُنون !! بل هناك مَلابس غَربِيّة كُتِب عليها عبارة : (مَلابس الْمَجَانِين) ، ويَلْبَسها مَن يَدّعِي العَقل !!! 💎 مرّ سَهْلُ بنُ الْحَنْظَلِيَّة رضي الله عنه على أبي الدرداء رضي الله عنه ، فقال له أبو الدرداء : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلا تَضُرُّك . فقال سَهْلُ : قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّكُم قَادِمُون عَلى إِخْوَانِكُم ، فَأَحْسِنُوا لِبَاسَكُم ، وَأَصْلِحُوا رِحَالَكُم حتّى تَكُونُوا كَأَنّكُم شَامَةٌ فِي النَّاسِ ؛ فَإنّ اللَّه لا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّش . رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، ورواه البيهقي في " شُعَب الإيمان " . وحسّن إسنادَه ابنُ مفلح في " الآداب الشرعية " . 🖋 هل يَصلح أن يَخرج طالب العِلم للناس بِرأس مَكشوف ولباس أعجمي ويكثِر مِن المزاح ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14041 📌 دهَنَتْنِي بالطِّيب http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3603 |
مِن تَربِية القُرآن (1) :
🔷 العدل والإنصاف مع كل الناس : الأقارب والأباعد ، الموافِق والْمُخَالِف 💎 قال الله عَزّ وَجَلّ : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) 🔶 قال ابن جرير : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُه : إنّ اللَّه يَأْمُر فِي هَذا الْكِتَاب الذي أَنْزَلَه إلَيْك يَا مُحَمَّدُ بِالْعَدْل ، وَهُو الإِنْصَاف ، وَمِن الإنْصَافِ : الإِقْرَارُ بِمَن أَنْعَم عَلَيْنَا بِنِعْمَتِه ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى إفْضَالِه ، وَتُولِي الْحَمْدَ أَهْلَه . (جامع البيان عن تأويل آي القرآن : تفسير الطبري) 💎 وقال الله تبارك وتعالى : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) 💎 وقال جلّ جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) 🔻 حتى مع ظُهُور العَداوة والبغضاء : أُمِرْنا بالعَدْل 💎 قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) 🔵 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا يَحِلُّ لأحَدٍ أنْ يَظْلِم أَحَدًا وَلَو كَان كَافِرًا . وقال : أَمَرَ اللَّهُ الْمُسْلِمِين ألاّ يَحْمِلَهُم بُغْضُهُم لِلْكُفَّار عَلى أَلاّ يَعْدِلُوا . (مجموع الفتاوى) 🗡 بل أُمِرنا بالعَدل حتى مع الكفّار الْمُحارِبين الصادّين عن بَيْت الله وعن دِينِه 💎 قال الله تبارك وتعالى : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) 🔶 قال البغوي في تفسيره : مَعْنَى الآية : وَلا يَحْمِلَنَّكُمْ عَدَاوَةُ قَوْمٍ عَلَى الاعْتِدَاءِ لأنّهُم صَدُّوكُم . (معالِم التّنْزِيل : تفسير البغوي) |
شكرا جزيلا لكم
|
مِن تَربِية القُرآن (2) :
العَدل مع اليهود قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا) 🔘 قال ابن جرير : هذا الْخَبَر مِن الله عَزّ وَجَلّ أنّ مِن أهل الكتاب - وهُم اليهود مِن بَنِي إسرائيل - أهلَ أمانة يُؤدّونها ولا يَخُونُونها ، ومِنهم الخائن أمَانَته ، الفَاجِر في يَمِينه ... فتَأويل الكَلام : ومِن أهل الكتاب الذي إنْ تأمَنه يا محمد على عظيمٍ مِن المال كثيرٍ يُؤدّه إليك ، ولا يَخُنْك فيه ، ومِنهم الذي إن تأمَنه على دينار يَخُنْك فيه ، فلا يُؤدّه إليك إلاّ أن تُلِحّ عليه بِالتّقَاضِي والْمُطَالَبة . (جامع البيان عن تأويل آي القرآن : تفسير الطبري) 🔵 وقال البغوي عن هذه الآيَة : نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ : أخْبَرَ اللَّه تَعَالى أنّ فِيهِم أمَانَةً وَخِيَانَةً . وَالْقِنْطَارُ عِبَارَةٌ عَن الْمَال الْكَثِير ، وَالدِّينَار عِبَارَةٌ عَن الْمَال الْقَلِيل . يَقُول : مِنْهُم مَن يُؤَدِّي الأَمَانَةَ وَإنْ كَثُرَت ، وَمِنْهُم مَن لا يُؤَدِّيهَا وَإِنْ قَلَّتْ . (معالِم التّنْزِيل : تفسير البغوي) |
مِن تَربِية القُرآن (3) :
إنصاف النّفْس ، والإنصاف مِن النّفْس 💎قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) 🔶 قال ابن عَطِيّة : شهادة الْمَرْء على نَفْسِه : إقْرَاره بِالْحَقائق ، وقَوْله الْحَقّ في كُلّ أمْر ، وقِيامه بِالقِسط عليها كذلك . (الْمُحرّر الوَجِيز) 💎 وفي وَصَايا النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذرّ رضي الله عنه : أنْ أقُول بِالْحَقّ وَإنْ كَانَ مُرًّا . رواه الإمام أحمد . 🔻والإنصاف مِن أدَب النّفُوس الكبيرة 💎 قَالَ عَمّار بن ياسر رضي الله عنه : ثَلاَثٌ مَن جَمَعَهُنّ فَقَد جَمَعَ الإِيمَان : الإِنْصَافُ مِن نَفْسِك ، وَبَذْلُ السَّلاَم لِلْعَالَم ، وَالإِنْفَاقُ مِن الإِقْتَار . رواه البخاري تعليقا ، ووَصَلَه ابن أبي شيبة . 🔵 قال ابن القيم : وَقَدْ تَضَمّنَتْ هَذِه الْكَلِمَات أُصُولَ الْخَيْر وَفُرُوعَه ، فَإنّ الإِنْصَافَ يُوجِب عَلَيه أَدَاءَ حُقُوقِ اللّه كَامِلَةً مُوَفّرَةً ، وَأَدَاء حُقُوقِ النّاس كَذَلِك ، وَأن لا يُطَالِبَهُم بِمَا لَيس لَه ، وَلا يُحَمّلَهُم فَوْق وُسْعِهِم ، وَيُعَامِلَهُم بِمَا يُحِبّ أن يُعَامِلُوهُ بِه ، وَيُعْفِيَهُم مِمّا يُحِبّ أَنْ يُعْفُوهُ مِنه ، وَيَحْكُم لَهُم وَعَلَيْهِم بِمَا يَحْكُم بِه لِنَفْسِه وَعَلَيْهَا . وَيَدْخُلُ فِي هَذا : إنْصَافُه نَفْسَه مِن نَفْسِه ؛ فَلا يَدَّعِي لَهَا مَا لَيْس لَهَا ، وَلا يُخْبِثُهَا بِتَدْنِيسِهِ لَه ، وَتَصْغِيرِهِ إِيَّاهَا ، وَتَحْقِيرِهَا بِمَعَاصِي اللَّهِ . وَيُنَمِّيهَا وَيُكَبِّرُهَا وَيَرْفَعُهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَتَوْحِيدِهِ وَحُبِّهِ وَخَوْفِهِ وَرَجَائِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْه وَالإِنَابَة إِلَيه وَإيثَار مَرْضَاتِهِ وَمَحَابِّه عَلى مَرَاضِي الْخَلْق وَمَحَابِّهِم ... والْمَقْصُود : أنّ إنْصَافَه مِن نَفْسِه يُوجِبُ عَلَيه مَعْرِفَةَ رَبِّه ، وَحَقَّهُ عَلَيه ، وَمَعْرِفَةَ نَفْسِه ، وَمَا خُلِقَتْ لَه ، وَأنْ لا يُزَاحِمَ بِهَا مَالِكَهَا وَفَاطِرَهَا ، وَيَدَّعِي لَهَا الْمَلَكَة وَالاسْتِحْقَاق . (زاد المعاد) 🖋 أقرب للتقوى http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13165 |
مِن تَربِية القُرآن (4) :
تَربّى الصحابة رضي الله عنهم على العَدل والإنصاف : رِجالاً ونِساءً 🔶 قال عَمرو بن العاص رضي الله عنه عن النصارى : إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاس عِنْدَ فِتْنَة ، وَأَجْبَرُ النَّاس عِنْد مُصِيبَة ، وَخَيْرُ النَّاس لِمَسَاكِينِهِم وَضُعَفَائِهِم . رواه مسلم . ⚪️ وقالت عائشة رضي الله عنها عن جارَتِها وضَرّتِها " سَوْدَة " رضي الله عنها : ما رَأيتُ امْرأة أحبَّ إليّ أن أكُون في مِسْلاخِها مِن سَوْدة بنتِ زَمْعَة ، مِن امْرأة فيها حِدّة . رواه مسلم . 💎 وقولها رضي الله عنها - في شأن مَيمُونة رضي الله عنها - : ذَهَبَتْ والله ميمونة ؛ أما أنها كانت مِن أتْقَانا لله ، وأوْصَلِنا للرَّحِم . رواه ابن سعد في " الطّبقات الكبرى " والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ، وأبو نُعيم في " حِلْية الأولياء " ، وصححه الحافظ ابن حجر في " الإصابة " . 🔷 وقالت عائشة رضي الله عنها عن جارَتِها وضَرّتِها زَيْنَب بِنْت جَحْش رضي الله عنها : وَهِي الّتي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْهُنّ فِي الْمَنْزِلَة عِنْد رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَم أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِن زَيْنَب ، وَأَتْقَى لِلَّه ، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا ، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِم ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً ، وَأَشَدَّ ابْتِذَالاً لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَل الّذي تَصَدَّقُ بِهِ ، وَتَقَرّبُ بِه إلى الله تَعَالى ، مَا عَدَا سَوْرَةً مِن حِدَّةٍ كَانَت فِيهَا ، تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَة . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لِمُسلِم . قال ابن حَجَر : وَفِيه : ثَنَاء عَائِشَة عَلَيْها بِالصَّدَقَة ، وَذِكْرُهَا لَها بِالْحِدَّة الّتي تُسْرِع مِنْها الرَّجْعَة . (فتح الباري) 🔵 ورَوى البخاري ومسلم مِن طريق هشام بن عروة عن أبيه قال : ذَهَبتُ أسُبُّ حسّان عند عائشة - وكان مِمّن كَثَّر عليها - فقالتْ : لا تسُبّه ، فإنه كان يُنافِح عن النبي صلى الله عليه وسلم . ✅ هذه تَرْبِيَة القرآن ، وتِلك أخلاق الكِبار رجالا ونساء |
جزاكم الله خيرا
|
مِن تَربِية القُرآن (5) :
🌷 اتّصاف الأخيار بِالعَدل والإنصاف حتى وإن اختَصَمُوا ، أو اقتَتَلُوا !! ⭐️ سئل عليّ رضي الله عنه عن أهل الْجَمَل . قيل : أمُشْرِكُون هُم ؟ قال : مِن الشِّرك فَرّوا . قيل : أمُنَافِقُون هُم ؟ قال : إن المنافقين لا يَذكُرُون الله إلاّ قليلا . قيل : فما هُم ؟ قال : إخواننا بَغَوْا علينا . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي . وذَكَر البغوي في " شرح السّنّة " أن عليًّا سُئل عن أهل النّهْرَوَان ، أمُشْرِكُون هُم ؟ فَذَكَرَه ... 🔵 وعليّ رضي الله عنه هو القائل : أني لأرجُو أن أكُون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله عزّ وَجَلّ : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) رواه وابن أبي شيبة والحاكم وصححه ، ورواه البيهقي . ⚪️ وقال عمّار بن ياسر رضي الله عنه في حَقّ عائشة رضي الله عنها : والله إنها لَزَوْجَة نَبِيّكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة . رواه البخاري . 🔴 ورَأى عمّارٌ يوم الْجَمَل جَمَاعة ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رَجُل يَسبّ عائشة ، ويَقَع فيها . فمَشَى إليه عمّار ، فقال : اسكُت مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا ! اتَقَع في حَبِيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ إنها لَزَوْجَته في الْجَنّة . رواه الإمام أحمد في " فضائل الصحابة " . ⚫️ وفي رواية : أنّ رَجُلاً نَالَ مِن عَائِشَة عِنْد عَمَّار بن يَاسِر ، فقال : أَغْرِبْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا ، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ؟ رَواه الترمذي . 🔶 وقالتْ عائشة رضي الله عنها في عليّ رضي الله عنه قَوْلَة حَقّ ، واعتَرَفَتْ بِفَضْلِه وعِلْمِه : قال شُريح بن هانئ : أتيتُ عائشة أسألُها عن المسح على الْخُفّين ، فقالتْ : عليكَ بِابنِ أبي طالب فَسَلْه ؛ فإنه كان يسافِر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم . 💍 ومِن ذلك : قَوْل زَوجةِ ثابِتِ بنِ قَيْس عن زَوجِها وقد أبْغَضَته ، وأرَادَتْ فِرَاقَه : يا رسولَ الله ، ثابتُ بن قَيْس ، ما أعْتِب عليه في خُلُق ولا دِين ، ولكني أكْرَه الكُفر في الإسلام . رواه البخاري . ▪️ قال القسطلاّني : أي : لا أُريد فِرَاقه لِسُوء خُلُقِه ، ولا لِنُقْصَان دِينِه ، " ولكني أكْرَه الكُفْر في الإسلام " أي : إن أقَمْتُ عِنده ربما أقَع فيما يَقْتَضِي الكُفْر ، لا أنه يَحْمِلها عليه . (هدي الساري) ▪️ وقال ابن حَجَر : ويُحتَمل أن تُريد بِالكُفر كُفْران العشير ، إذْ هو تقصير المرأة في حق الزوج . وقال الطيبي : الْمَعْنى : أخاف على نفسي في الإسلام ما يُنَافِي حُكْمَه مِن نُشُوز وفَرْك وغيره ، مما يُتَوقّع مِن الشابّة الْجَمِيلة الْمُبْغِضَة لِزَوجها إذا كان بِالضّدّ منها ؛ فأطْلَقَتْ على ما يُنَافِي مُقْتَضَى الإسلام : الكُفْر . (فتح الباري) |
مِن تَربِية القُرآن (6) :
حِفْظ حُقُوق الْخَلْق : مُسلِمِهم وكاِفِرهم بُعِث نَبِيّ مِن الأنبياء إلى قَومِه لِيقُول لهم فيمَا يَدعُوهم : (أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) 💎 وفي تَرِبية القُرآن : (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) 🔴 وفي الوَعِيد : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) والتّطفِيف في كُلّ شيء ! 🔶 روى الإمام مَالِك عَن يَحْيَى بن سَعِيد أنّ عُمَر بن الْخَطَّاب رضي الله عنه انْصَرَفَ مِن صَلاَة الْعَصْر ، فَلَقِيَ رَجُلاً لَم يَشْهَد الْعَصْر ، فقال له عُمر : مَا حَبَسَك عَن صَلاَة الْعَصْر ؟ فَذَكَرَ لَهُ عُذْرًا ، فَقال عُمَرُ رضي الله عنه : طَفَّفْتَ . قال الإمام مَالِك : وَقد يُقَال لِكُلّ شيء : وَفَاءٌ وَتَطْفِيف . 🔷 وروى عبدُ الرزاق وابنُ أبي شيبة أن سَلْمَان رضي الله عنه قال : الصَّلاة مِكْيَال ، مَن أَوْفَى أُوفِيَ بِه ، وَمَن طَفَّفَ فَقَد عَلِمْتُم مَا لِلْمُطَفِّفِين . 💎 ووَفَى أوْفَى الْخَلْق وأصدَق الْخَلْق وأبَرّ الْخَلْق للمُشرِكِين الْمُعانِدين الْمُحارِبين ! 🎯 قال حذيفة رضي الله عنه : مَا مَنَعَنِي أن أَشْهَد بَدْرًا إلاّ أنّي خَرَجْتُ أنا وَأبِي حُسَيْل ، قال : فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْش ، قَالُوا : إنّكُم تُرِيدُون مُحَمَّدًا ، فَقُلَْنا : مَا نُرِيدُه ، مَا نُرِيد إلاّ الْمَدِينَة ، فَأَخَذُوا مِنّا عَهْدَ الله وَمِيثَاقَه لَنَنْصَرِفَنّ إلى الْمَدِينَة ، وَلا نُقَاتِل مَعَه ، فَأَتَيْنا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخْبَرْنَاه الْخَبَر ، فقال : انْصَرِفَا ، نَفِي لَهُم بِعَهْدِهِم ، وَنَسْتَعِين اللهَ عَلَيْهِم . رواه مسلم . |
شكرا جزيلا لكم
|
الساعة الآن 11:48 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى