منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشـاد الأدعـيــة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=16)
-   -   ما صحة دعاء (اللهم اجعل همي الآخرة) ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13687)

أبوعمر 16-09-2015 10:34 PM

ما صحة دعاء (اللهم اجعل همي الآخرة) ؟
 
اتصلت امرأة على شيخ في قناة المجد
تقولّه ياشيخ علّمني كيف أشكر ربّي
ابغى أشكره شكر كثير عجزت كيف ؟؟؟
تقول السبب انه كان عندي هموم ومشاكل
وكانت الدنيا ضايقه فيني
وأنا ألزم هذا الدُّعاء أقوله الليل والنهار
في كل وقت وفي گلْ سجده :
( اللّهُمَّ اِجْعَلْ هَمِّي الآَخِرَهْ )
تقول والله ياشيخ انفتحت علي أبواب خير من كل مكان ،،
فرجت علي من كل مكان أحس
الخير يجيني يركض
وأنا الآن أبي أشكر ربّي
ماني عارفه كيف أأدي شكر هالنعم ,,سُبحان الله
الرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم قال:
(من بات وهمه الآخرة أتته الدنيا راغمة )
فأنا من يوم سمعتها الله يجزاها خير وأنا ماسك هالدعاء ما أخليه والحمدلله والله العظيم الذي لا إله إلا هو يا أخواني تناثر عَلَيْ الخير والبركة والسعة وفرج الله عني هموم كانت ضاغطة علي والحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
اللهم اِجعل همي الآخره
اللهم اِجعل همي الآخره
اللهم اِجعل همي الآخره

عبد الرحمن السحيم 30-09-2015 09:18 PM

الجواب :

جاء في الحديث : مَن كانت الآخرة هَمّه جَعل الله غِناه في قلبه ، وجَمَع له شَمْله ، وأتته الدنيا وهي رَاغِمة ، ومَن كانت الدنيا هَمّه جَعل الله فَقره بين عينيه ، وفَرَّق عليه شَمْله ، ولم يأته مِن الدنيا إلاَّ ما قُدِّر له . رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني بمجموع طُرُقه .

وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَن كانت الدنيا هَمّه فَرّق الله عليه أمْرَه ، وجَعَل فَقره بين عينيه ، ولم يَأتِه مِن الدُّنيا إلاّ ما كُتِب له ، ومَن كانت الآخرة نِيّته جَمَع الله له أمْرَه ، وجَعل غِناه في قَلبه ، وأتته الدنيا وهي رَاغِمة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

قال السندي : " وأتته الدنيا وهي راغمة "
أي : مقهورة ، فالحاصِل أن مَا كُتب للعبد مِن الرزق يأتيه لا مَحالة إلاّ أنه مَن طَلَب الآخرة يأتيه بلا تعب ، ومَن طَلَب الدنيا يأتيه بتعب وشِدة . فطالب الآخرة قد جَمَع بين الدنيا والآخرة ؛ فإن المطلوب مِن جَمْع المال : الراحة في الدنيا ، وقد حَصَلَت لِطالِب الآخرة . وطالِب الدنيا قد خَسِر الدنيا والآخرة ؛ لأنه في الدنيا في التعب الشديد في طلبها ، فأيّ فائدة له في المال إذا فاتَت الرَّاحة ؟! . اهـ .


وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يقول الله سبحانه : يا ابن آدم تفرغ لعبادتي ، أملأ صدرك غنى ، وأسدّ فقرك ، وإن لم تفعل ، ملأت صدرك شُغلا ، ولم أسدّ فقرك . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .

وفي الأثر : الزهد في الدنيا يُريح القلب والبَدَن ، والرغبة في الدنيا تُطيل الْهَمّ والحزن .

وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : أعوذ بالله مِن تَفْرِقة القلب .
قيل : وما تَفْرِقة القلب ؟
قال : أن يُجْعَل لي في كل وادٍ مالٌ .

قال ابن القيم : ومِن أبلغ العذاب في الدنيا : تشتيت الشَّمْل ، وتفريق القلب ، وكَوْن الفقر نَصب عيني العبد لا يُفارِقه . اهـ .

ولا يَلزَم أن كلّ مَن دعا بِدُعاء استُجيب له ؛ فقد تختلف صورة إجابة الدعاء ، وقد تُؤخَّر الإجابة ابتلاء واختبارا للعبد : هل يصبر على الدعاء أو يستحسر ويَترك الدعاء ، وقد يَمنَع مَانِع مِن إجابة الدعاء .

والدعاء وحده لا يَكفي دون فِعْل السبب ؛ فَمَن سأل الله الهداية وَجَب عليه أن يَأتي بالأسباب المعينة على الهداية . قال تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) ، وقال عَزّ وَجَلّ : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) .
ومَن طلب الوَلَد سَعى في الزواج .
ومَن طلب الثمر بَذَر الحب وسَقاه ، وهكذا ، في كل ما يَحتاج إلى فعل سبب مع الدعاء .

قال ابن القيم : فائدة جليلة : إذا أصبح العبد وأمسى وليس هَمّه إلاّ الله وحده ، تَحَمّل الله سبحانه حَوائجه كلها ، وحَمَل عنه كل ما أهَمّه ، وفرّغ قلبه لِمَحَبّته ، ولِسانه لِذِكره ، وجَوارحه لِطاعته . وإن أصبح وأمسى والدنيا هَمّه ؛ حَمّله الله هُمُومها وغُمُومها وأنكَادَها ، وَوَكَله إلى نفسه ؛ فَشَغَل قلبه عن مَحبته بِمَحبّة الخَلْق ، ولِسَانه عن ذِكْره بِذِكرِهم ، وجَوارحه عن طاعته بِخدمتهم وأشْغَالِهم . اهـ .

وصدق رحمه الله ، فإن الله عَزّ وَجَلّ قال : (وَلَلآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى) ، ثم قال بعد هذه الآية : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) .
فمن آثَر وقدّم الآخِرة رضي الله عنه وأرضاه .
ومِصداق ذلك في كتاب الله : (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) .

وكان مِن السّلَف مَن كانت الآخرة أكبر هَمّه ، فلم يسأل غير ما يُقرّبه إلى الله .

قال أبو سليمان الداراني : أصاب عبد الواحد بن زيد الفالج (الشلَل) فسأل الله أن يُطلقه في وقت الضوء ، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق ، وإذا رجع إلى سريره عاد عليه الفالج . رواه أبو نُعيم في " الْحِلية " .

وسبق الجواب عن :
سؤال عن تفسير السعدي للآية : (آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً)
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14238

هل التفكير في الزواج يُدخِل في حديث " مَن أصبح وهمّه الدنيا " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18969

كيف أفرِّغ قلبي لِحُبّ الله ؟ وهل المطلوب مِن المُسلِم أن يترك كلّ الدُّنيا وملذّاتها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9142

هل كثرة الدعاء بأمور الدنيا يدخل في حب الدنيا ونسيان الآخرة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9141

مَن صلى وكان همّه الصلاة الأخرى ، فهل يُقال إنه في صلاة ما دام هذا حاله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11024

ما توجيهك لأهل البلاء الذين يَدْعون ولا يُستجاب لهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12722

كيف نزرع في القلب القناعة بما كَتبه الله لنا أو علينا حتى نعلم أن ما كتبه الله خير لنا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18759

والله تعالى أعلم .


الساعة الآن 06:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى