حديث : لا آكل متكئا : هل النهي للكراهة ، وهل يُنكر على من يأكل متكئا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم : - في حديث أبي جُحَيْفَةَ وهبِ بنِ عبد اللَّه رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « لا آكُلُ مُتَّكِئاً » رواه البخاري. السؤال / هل الأكل متكئاً مكروه أم منهي عنه ؟وهل يستنكر على من يأكل متكئاً ؟ وهل يلحق به الشرب في هذا الحديث , أي الشرب متكئاً مثل : شرب الماء والقهوة والشاي ؟ نريد بيان ذلك وجزاكم الله خيراً الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً . الأكل مُتّكِئا مَكروه ، وإذا وُجِدت الحاجة زالت الكراهية . ولا يُلحَق به الشُّرب ، لأنه ليس في معنى الأكل . والاتِّكاء في الأكل يكون على صُوَر ، منها : 1 - الاتِّكاء على راحة اليد ، وأشد ما يَكون أن تكون اليد خَلْف الظهر ، وهذا هو اتِّكاء اليهود . روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث الشريد بن سويد قال : مَـرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا - وقد وَضَعْتُ يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألْية يدي - فقال : أتقعد قعدة المغضوب عليهم ؟ 2 - الاتّكاء على ما أُعِدّ للاتِّكاء . 3 - التربّع ، وهو أن يَقعد مُتربِّعاً . قال ابن القيم : والاتكاء على ثلاثة أنواع : أحدها الاتكاء على الْجَنْب . والثاني : التربّع . والثالث : الاتكاء على إحدى يديه ، وأكْلِه بالأخرى ؛ والثلاث مذمومة . اهـ . وقال ابن حجر : واختلف في صِفة الاتِّكاء : فقيل : أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان . وقيل : أن يَمِيل على أحَد شِقّيه . وقيل : أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض . قال الخطابي : تحسب العامة أن المتكئ هو الأكل على أحد شِقّيه ، وليس كذلك ، بل هو المعتمد على الوِطاء الذي تحته . قال : ومعنى الحديث : إني لا أقْعُد مُتَّكِئا على الوِطَاء عند الأكل فِعْل من يَسْتَكْثِر من الطعام ، فإني لا آكل إلا البُلْغَة من الزاد ، فلذلك أقْعُد مُسْتَوفِزًا . وفي حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم أكل تمرا وهو مُقْعٍ . وفي رواية : وهو مُحْتَفِز . والمراد الجلوس على وَرْكَيه غير متمكن . اهـ . فمن أكل مُتَّكِئا على سبيل التكبّر أُنْكِر عليه ، ومن اتّكأ لِحاجة فلا يُنكَر عليه . ويَظنّ بعض الناس أن كل اتِّكاء مذموم ومَنْهيّ عنه ، وليس كذلك ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتّكئ . وفي الحديث : وكان مُتَّكِئا فَجَلس . رواه البخاري ومسلم . وفي حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى . قال الخطابي : وفيه جواز الاتكاء في المسجد ، والاضطجاع ، وأنواع الاستراحة . اهـ . وهنا : كيف يجلس رسول الله عند الأكل والشُرب ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthrea...C3%E4%E6%C7%DA والله تعالى أعلم . وللفائدة : المكروه : هو ما نَهى عنه الشّارع نهيا غير جازم . المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 01:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى