منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم البـدع والمـحدثـات (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=6)
-   -   حكم الاحتفال بعيد الشكر (thanksgiving) (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12052)

ناصرة السنة 07-12-2013 08:21 PM

حكم الاحتفال بعيد الشكر (thanksgiving)
 

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يحفظك الله يا شيخ سؤالي اليوم عيد يحتفلون فيه الغرب _ thanksgiving_
أمس بعد ما انتهينا من العمل أخت طلبت من الجميع نذهب لبيتها للمشاركة بهذا العيد وأخبرناها نحن ما نحتفل بمثل هذا العيد وأخبرتنا يا شيخ أنه ليس احتفال ولكن فقط تجمع بأنه يوم إجازة للجميع ونترك عنا مثل هذه التعقيدات!
مع العلم يا شيخ كثير من المسلمين في أمريكا يشاركون هذا العيد بنفس الحجة أو دعوات للعشاء فما الحكم في هذا ؟
بحاجة للفتوى ضروري عندنا كل يوم ثلاثاء درس إسلامي ونريد نقدم هذه الفتوى للجميع للفائدة وشكرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله ورَعَاك .

هذا دِين وليست تعقيدات .
ولا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار ، ولا مشاركتهم في أعيادهم ، ولو كان مُجرَّد اجتماع وأكل وشُرْب .
لأن الأكل والشرب والاجتماع والفَرَح مِن مظاهر الأعياد ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : أيام التشريق أيام أكْل وشُرْب وذِكْر لله . رواه مسلم .

وقال أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ رضي الله عنه : يَا رَسُولَ اللَّه ِ، فَإِنِّي نَسَكْتُ شَاتِي قَبْلَ الصَّلاَةِ ، وَعَرَفْتُ أَنَّ اليَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ . رواه البخاري ومسلم .

ولأن نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قَدِم إلى المدينة وجدهم يَلعبون في يَومين ، فقال عليه الصلاة والسلام : مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الأَضْحَى ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

ويَحْرُم التشبه بالكفار ، بل الْمُتَشَبِّه بهم - في عيدِ أو لِباس أو في غيره مما هو مِن خصائصهم - على خطر عظيم ، لقوله عليه الصلاة والسلام : من تشبّه بقوم فهو منهم . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وصححه الألباني .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا . رواه الترمذي . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَهُوَ حَدِيثٌ جَيِّد . وحسنه الألباني .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي التَّشَبُّهِ بِهِمْ وَإِنْ كَانَ مِنْ الْعَادَاتِ ، فَكَيْفَ التَّشَبُّهُ بِهِمْ فِيمَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ ؟!

وقال رحمه الله : وهذا الحديث أقَلّ أحْوِالِه أنه يَقْتَضِي تَحْرِيم الـتَّشَـبُّه بِهم ، وإن كان ظَاهِره يَقْتَضِي كُفْر الْمُتَشَـبِّه بِهِم . اهـ .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا : وَقَدْ رَوَى البيهقي بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ فِي بَابِ كَرَاهِيَةِ الدُّخُولِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ عِيدِهِمْ فِي كَنَائِسِهِمْ وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ يَوْمَ نيروزهم وَمَهْرَجَانِهِمْ - عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لا تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ ، وَلا تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ ، فَإِنَّ السُّخْطَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ .
فَهَذَا عُمَرُ قَدْ نَهَى عَنْ تَعَلُّمِ لِسَانِهِمْ ، وَعَنْ مُجَرَّدِ دُخُولِ الْكَنِيسَةِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ ، فَكَيْفَ مَنْ يَفْعَلُ بَعْضَ أَفْعَالِهِم ؟ أَوْ قَصَدَ مَا هُوَ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ دِينِهِم ؟ أَلَيْسَتْ مُوَافَقَتُهُمْ فِي الْعَمَلِ أَعْظَمُ مِنْ مُوَافَقَتِهِمْ فِي اللُّغَةِ ؟ أو لَيْسَ عَمَلُ بَعْضِ أَعْمَالِ عِيدِهِمْ أَعْظَمَ مِنْ مُجَرَّدِ الدُّخُولِ عَلَيْهِمْ فِي عِيدِهِمْ ؟ وَإِذَا كَانَ السُّخْطُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ بِسَبَبِ عَمَلِهِمْ فَمَنْ يشْركُهُمْ فِي الْعَمَلِ أَوْ بَعْضِهِ أَلَيْسَ قَدْ تَعَرَّضَ لِعُقُوبَةِ ذَلِكَ ؟
ثُمَّ قَوْلُهُ : " اجْتَنِبُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ فِي عِيدِهِم " أَلَيْسَ نَهْيًا عَنْ لِقَائِهِمْ وَالاجْتِمَاعِ بِهِمْ فِيهِ ؟ فَكَيْفَ بِمَنْ عَمِلَ عِيدَهُمْ ؟
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فِي كَلامٍ لَهُ : مَنْ صَنَعَ نيروزهم وَمَهْرَجَانَهُمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ حُشِرَ مَعَهُمْ .
وَقَالَ عُمَرُ: اجْتَنِبُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ فِي عِيدِهِمْ .
وَنَصَّ الإِمَامُ أَحْمَد عَلَى أَنَّهُ لا يَجُوزُ شُهُودُ أَعْيَادِ الْيَهُود وَالنَّصَارَى ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) قَالَ : الشَّعَانِينُ وَأَعْيَادُهُمْ .
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ فِي كَلامٍ لَهُ قَال : فَلا يُعَاوَنُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عِيدِهِمْ ؛ لأَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَعْظِيمِ شِرْكِهِمْ وَعَوْنِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ . وَيَنْبَغِي لِلسَّلاطِينِ أَنْ يَنْهَوْا الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ . وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ ، لَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُ اُخْتُلِفَ فِيهِ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا : وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ فِي قَوْله تَعَالَى : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) . قَالُوا أَعْيَادُ الْكُفَّارِ . فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي شُهُودِهَا مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ ، فَكَيْفَ بِالأَفْعَالِ الَّتِي هِيَ مِنْ خَصَائِصِهَا ؟ . اهـ .

وقد يقول قائل : أنا لا أقصد التشبه بهم !
فيُقال : أنت تشبّهت بهم ، سواء قصدت أو لم تقصد !
ومتى ما وقعت المشابَهة في الظاهر وقع الإعجاب والمشَابَهة في الباطن .
وشِبْه الشيء مُنْجَذِب إليه .
ولذلك قال ابن مسعود : إذا شابَه الزيّ الزيّ شابَهَ القلب القلب .
يعني : أن المشابَهة في الظاهر تُورِث المشابَهة والمشاكَلة في الباطن .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمُشَابَهَة في الظاهر تُورِث نوع مَوَدّة ومَحَبة ومُوالاة في الباطن ، كما أن الْمَحَبة في الباطن تُورِث الْمُشَابَهَة في الظاهر ، وهذا أمْر يَشهد به الْحِسّ والتجربة .
وقال أيضا : النَّاس كَأَسْرَابِ الْقَطَا ؛ مَجْبُولُونَ عَلَى تَشَبُّهِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضِ . اهـ .

فينجذب القلب إلى مَن شابَهه ، وإلى مَن تَشَبَّه به ، ويَكْتَسِب مِن أخلاقهم مِن غير أن يَشعر بذلك .

وسبق :
هل يجوز حضور الوليمة التي تُقام في عيد الشكر ببلاد الكفار ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=3287

هَلْ يُشْتَرَط القَصْد أو النِّيَة فِي التَّشَبُّـهِ بِالْكُفَّارِ ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1065

ما حكم الاحتفال بعيد الميلاد ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=8259

وفتاوى أخرى .
ما هو حكم لبس القبعة التي تسمى ( كاب ) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9699

هل يصِحّ موضوع : فليكن اسمك جورج ، والمهمّ أن تكون علاقتك صالِحة مع الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12053

وهذه فتوى لشيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم وحُرمة الاحتفال بها
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=237

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



الساعة الآن 11:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى