منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشــاد الـصــلاة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=9)
-   -   إذا فاتتني صلاة الجماعة هل الأفضل أن أصليها بمفردي أم أدخل مع جماعة ثانية بالمسجد ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9034)

راجية العفو 10-09-2012 02:55 PM

إذا فاتتني صلاة الجماعة هل الأفضل أن أصليها بمفردي أم أدخل مع جماعة ثانية بالمسجد ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم شيخنا الجليل ونفع الله بكم
السؤال : أنني أحيانا أتأخر في اللحاق بصلاة الجماعة في المسجد لسبب ما وأحاول الذهاب إلى المسجد لربما أدرك صلاة الجماعة في وقت المغرب مثلا وأجد الصلاة قد انتهت وبعد ذلك أحاول أن أصليها في المسجد بمفردي مع أنني أرى أن هناك مجموعة أيضا قد فاتتهم الصلاة مثلي ولكني أصلي في المسجد بمفردي وقد أنكر علي البعض لماذا تصلي بمفردك ولا تصلي معنا جماعة وتكسب درجات أكثر فقلت لهم هو أنني كما سمعت من أهل العلم أنه لم يفعلها أحد من صحابة رسول الله بل كانوا إذا وجدوا الصلاة قد انتهت عادوا وصلوها في بيوتهم وردهم علي كان أنه هناك من أهل العلم من قال بجواز ذلك ومستندهم هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى رجل وصلى في المسجد وقال رسول الله من يتصدق على أخيكم (أو كما قال رسول الله) وهذا دليلهم بجواز تعدد الجماعة في المسجد .
والسؤال هنا يا شيخنا إذا لم أصلي معهم هل أنا آثم ؟ أو قد يعد هذا من الفرقة بين المسلمين أم ما أفعله هو الصواب ومن واجبي إن أنكر عليهم لأنه لو كان ما يفعلونه صحيحا لفعله السلف الصالح لأنهم أحرص منا على الكتاب والسنة
بارك الله فيكم

http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

إذا وجدت جماعة يُصلّون فَصَلّ معهم تُدرِك أجر الجماعة ؛ لأنه يصدق عليك حينئذ أنك صلّيت في جماعة ، وتُدرك – إن شاء الله – بذلك أيضا فضل إدراك الصبح في جماعة ، لو فاتتك الجماعة في صلاة الفجر ، ومثلها العشاء .

ونَهْي مَن نَهَى عن الجماعة الثانية حتى لا يتخلّف عن الصلاة من يظنّ أنه يُدرك الجماعة الثانية .

قال شيخنا العثيمين رحمه الله في الجماعة الثانية :
وهذه المسألة لها ثلاثُ صور :
الصورةُ الأُولى : أن يكون إعادةُ الجماعةِ أمرا راتبا .
الصورة الثانية : أن يكون أمرًا عارِضا .
الصورة الثالثة : أن يكون المسجدُ مسجدَ سوقٍ ، أو مسجدَ طريقِ سياراتٍ ، أو ما أشبه ذلك ، فإذا كان مسجدَ سُوقٍ يتردَّدُ أهلُ السُّوقِ إليه فيأتي الرَّجُلان والثلاثةُ والعشرةُ يصلُّون ثم يخرجون ، كما يوجد في المساجد التي في بعض الأسواق ، فلا تُكره إعادةُ الجماعة فيه ، قال بعضُ العلماء : قولاً واحدًا ، ولا خِلافَ في ذلك؛ لأنَّ هذا المسجدَ مِن أصلِهِ معدٌّ لجماعاتٍ متفرِّقةٍ؛ ليس له إمامٌ راتبٌ يجتمعُ الناسُ عليه .
فأما الصُّورة الأوُلى ، بأن يكون في المسجدِ جماعتان دائما ، الجماعة الأُولى والجماعةُ الثانيةُ ، فهذا لا شَكَّ أنَّه مكروهٌ ، إنْ لم نَقُل : إنه محرَّمٌ ؛ لأنَّه بدعةٌ ؛ لم يكن معروفًا في عهدِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه ... وأيضا : أنه دعوةٌ للكسلِ ؛ لأنَّ الناسَ يقولون : ما دامَ فيه جماعةٌ ثانية ننتظر حتى تأتي الجماعةُ الثانيةُ ، فيتوانى النَّاسُ عن حضور الجماعةِ مع الإمامِ الرَّاتبِ الأولِ .
وأما الصُّورة الثانيةُ ، أن يكونَ عارِضًا ، أي : أنَّ الإمامَ الرَّاتبَ هو الذي يصلِّي بجماعةِ المسجدِ ، لكن أحياناً يتخلَّفُ رَجُلان أو ثلاثةٌ أو أكثرُ لعذرٍ ، فهذا هو محلُّ الخِلافِ .
فمِن العلماءِ مَن قال : لا تعادُ الجماعةُ ، بل يصلُّون فُرادى .
ومِنهم مَن قال : بل تُعادُ، وهذا القول هو الصَّحيحُ ، وهو مذهبُ الحنابلةِ ، ودليل ذلك :

أولاً : حديث أُبيّ بن كعب أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال : صلاةُ الرَّجُلِ مع الرَّجُلِ أزكى مِن صلاتِهِ وحدَهُ ، وصلاتُه مع الرَّجُلين أزكى مِن صلاتِهِ مع الرَّجُلِ ، وما كان أكثرُ فهو أحبُّ إلى اللهِ .
وهذا نصٌّ صريحٌ بأنَّ صلاةَ الرَّجُلِ مع الرَّجُلِ أفضلُ مِن صلاتِهِ وحدَه ، ولو قلنا : لا تُقامُ الجماعةُ لزم أَنْ نجعلَ المفضولَ فاضلاً ، وهذا خِلافُ النَّصِّ .
ثانياً : أن الرسولَ صلّى الله عليه وسلّم كان جالساً ذاتَ يومٍ مع أصحابه ، فَدَخَلَ رَجُلٌ بعدَ أن انتهتِ الصَّلاةُ، فقال : « مَنْ يَتصدَّقُ على هذا فَيصلِّيَ معه؟ » ، فقامَ أَحَدُ القومِ فَصلَّى مع الرَّجُلِ . وهذا نَصٌّ صريحٌ في إعادةِ الجماعةِ بعدَ الجماعةِ الراتبةِ حيث نَدَبَ النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام مَن يصلّي مع هذا الرَّجُلِ ، وقولُ مَن قال : إنَّ هذه صدقةٌ، وإذا صَلَّى اثنان في المسجدِ وقد فاتتهما الصَّلاةُ فصلاةُ كلِّ واحدٍ منهما واجبٌة ؟ فيقال : إذا كان يُؤمرُ بالصَّدقةِ ، ويُؤمرُ مَن كان صَلَّى أنْ يصلِّيَ مع هذا الرَّجُلِ ، فكيف لا يُؤمرُ مَن لم يُصلِّ أنْ يُصلِّيَ مع هذا الرَّجُلِ ؟

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 08:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى